كان للسحر عند المصري القديم أهميته بل كان علمًا خاصًا له قواعده وطقوسه حتى أن الله عندما أرسل نبيه موسى لفرعون ظنوا أن ما يفعله من قِبل ما تعلمه من السحر كدليل على إيمانهم به ، كما وردت العديد من الأساطير التي تدل على وجود السحر في مصر القديمة ومن هذه الأساطير أسطورة إيزيس ورع إله الشمس وهي قصة طريفة تتضمن حكمة إيزيس لتجبر المعبود رع على إخبارها باسمه الحقيقي دون أن يعي ذلك ويُقال أن السحر القائم على الاسم الحقيقي للشخص أشد قوةً وسيطرةً.
تعود القصة للأسرة التاسعة عشر ودونت على بردية في متحف برلين ، تبدأ القصة بالتعريف بحكمة إيزيس ودهائها :- "كانت «إيزيس» امرأة حكيمة الكلام، وكان عقلها أكثر مكرًا من ملايين الرجال، وكانت أعقل من ملايين الآلهة، وكانت تعادل (؟) ملايين الأرواح، وكانت تعرف كل ما في السموات وما في الأرض مثل «رع» الذي يعمل كل ما تحتاج إليه الأرض "
ثم تصف الأسطورة حالة رع أنه كان يجلس على عرش الأفقين ولكن بسبب الشيخوخة سال اللعاب من فمه وبصق على الأرض فسارعت إيزيس وأخذت اللعاب من الأرض وشكلت به ثعبانًا ضخمًا فريدًا من نوعه وتركته ليلدغ رع وبالفعل لدغه فصرخ رع حتى أن صوته وصل للسماء فصاح تاسوعه "ما هذا ؟ ما هذا ؟" وتأثرت جميع أعضائه لأن السم تمكن من جسده بالكامل .
بعدها نادى رع أتباعه ليخبرهم بما حدث فقال لهم :- " لقد لدغني شيء رديء قلبي لا يعرفه وعيني لم تره ويدي لم تسوه ولا أعرفه من بين كل الذين خلقتهم ولم أشعر بألم مثله" وطلب منهم إرسال الاولاد المقدسون وكذلك أتت إيزيس فقص عليها ما حدث فقالت له "أخبرني باسمك أيها الوالد المقدس لأن الرجل الذي تُتلى باسمه تعويذة سيبقى حيًا" فجلس يقص عليها ألقابه مثل " أنا الذي خلقت السماء والأرض أنا الذي خلق الماء أنا الذي خلقت الثور للبقرة أنا الذي كونت السماء أنا من وضعت أرواح الآلهة أنا الإله خبري في الصباح ورع في الظهيرة وآتوم في المساء" استخدمت إيزيس هذه الأسماء ولكن لم يخرج السحر منه فطلبت منه أن يخبرها باسمه الحقيقي حتى يُشفى فاقترب منها ثم همس في أذنها باسمه الحقيقي بعيدُا عن الآلهة الآخرى فاستخدمته ومن ثم زال السم وشُفي رع ونجحت حيلة إيزيس ووصلت إلى مغزاها.