الشخص الذي يخلق المسافات أثناء تكوين العلاقات ليس بمتغطرس، إنما هو شخص فاقد للأمان، أخذ علاقاته السابقة على محمل الجد، ولم يجن منها سوى الألم والخذلان، اعتادت عيناه على رؤية أيدي تلوح له بالوداع، عانى من الغياب الذي لطالما كان يأتي بدون أسباب، وكذلك كشفت له العديد من المواقف أنه مازال وحيداً رغم كثرة من حوله، إلى جانب أنه رحل عنه كل من كان يستثنيهم، وغادرته تلك العلاقات التي كان يأخذها دائما على محمل الأبدية.
ومع مرور التجارب وتكرار الخيبات أدرك صاحبنا الدرس جيداً، فلم يعد ينتظر من أحد شىء، ولم يعد سقف توقعاته مرتفعاً كما كان من ذي قبل، آمن أنه من يشاركه حاضره ليس بالضرورة أن يكون موجوداً بالمستقبل، أيقن - أخيراً- أن العلاقات المؤقتة لا تؤذي مشاعره، ولا يمكن أن تخلف وراءها ذكريات مؤلمة.