تعد جائحة كورونا Covid 19 من أهم الأزمات التي أصابت العالم خلال القرنين الحالي والسابق؛ ذلك لأنها تسببت في تعطل حالة الاقتصاد العالمي لجميع دول العالم (للمرة الأولى) في صورة لم تشهدها أزمات الحربين العالميتين الأولى والثانية أو الأنفلونزا الاسبانية حيث لم تؤثر تلك الأزمات على توقف الاقتصاد العالمي بشكل كامل وتوقف الحياة والحركة في كل أرجاء العالم مثلما فعلته جائحة كورونا؛ ويرجع ذلك لتأثر العالم بنظام العولمة الذي ساهم في سرعة انتشار الوباء بفضل تقدم الطيران وسرعة انتشار وتحرك الشعوب بين دول العالم.
وقد فطنت دول العالم إلى ضرورة التوافق والتعايش مع الوباء وكذلك الأزمات، لأن من تأثر بسبب جائحة كورونا من حيث الآثار الاجتماعية والاقتصادية والنفسية يفوق عدد مرضى كورونا، وقد أجريت العديد من الدراسات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية على مستوى العالم خلصت إلى ضرورة التعايش مع الوباء لحين وجود المصل والعلاج اللازم له والذي حتمًا سيظهر، فالله عز وجل لم يخلق داءً إلا وجعل له دواء.
إن مرحلة ما بعد كورونا تتطلب منا تعويض ما فات على كافة المستويات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية والصحية، وهو ما يتحقق بفضل تكاتف كافة الفئات لتحقيق الخطط الطموحة في شتى المجالات بما يعوض ما سببته جائحة كورونا.