مشكلة (الثأر) من المشكلات التى تؤرق شعب مصر عامة والصعيد خاصة، لما لها من آثار مدمرة للمجتمع من قتل، سجن، تشرد أطفال وترمل نساء، وهى من التصرفات السيئة التى نشأت وترعرعت فى ظل الجهل والتخلف والعنجهية، وابتليت بها العديد من العائلات المصرية خاصة فى صعيد مصر لأن جميع أطرافها خاسرون فالقاتل مهدد بالقتل ولو بعد حين، وأهل القتيل لا يستطيعون مواجهة الناس من المعايرة ونظرة الناس إليهم علاوة على تحفزهم الدائم للأخذ بالثأر.
ولكن وبفضل الله وانتشار التعليم والثقافة والتحضر وتفعيل العقوبات الرادعة وجهود الحكماء فى عمل جلسات الصلح بين العائلات وأثمرت عن تحجيم هذه المشكلة وتقليصها حتى إنها تكاد تختفى تماماً فى بعض القرى، وكنت أتمنى من أجهزة الإعلام أن تتوقف عن إنتاج أو إذاعة الأفلام والمسلسلات والإعلانات التى تشجع على إشعال نار الفتنة من جديد.
ولكن للأسف إن كل ما يهم منتجى تلك النوعية من الأفلام والمسلسلات هو الربح المادى دون النظر لوقعه السالب فى المجتمع.
وقد ظهر مؤخراً إعلان لإحدى شركات المحمول يتحدث فيه (طُلبة) عن جدته (فاطنة) التى تريد منه الأخذ بثأر أبيه و(يبرد قلبها)! ونسيت الشركة المنتجة للإعلان أو تناست أن كان (طلبة) سيبرد قلب (فاطنة) فإنه سيشعل نار الثأر فى قلوب آلاف المصريين ممن نسوا أو يحاولون النسيان، أو تسامحوا فى حقهم من أجل وقف نزيف الدماء، ثم ما علاقة شركات المحمول بالدم والثأر وهناك آلاف الأفكار الإعلانية التى تحقق لهم مبتغاهم دون إشعال الفتنة النائمة والتى لعن الله من يوقظها.
أتمنى من الجهات المسئولة سرعة وقف هذا الإعلان الاستفزازى والعمل على تهدئة الأمور والبلد (مش ناقصة)!