عندما يقل مستوى التعليم فى أى دولة لعام واحد فقط لأى سبب من الأسباب فذلك كفيل أن يغير من حجم ثقافة من هم فى مراحل التعليم المختلفة.. فما بالك بمن اختفى التعليم من حياتهم لمدة عشر سنين؟؟.
إنها سوريا ... عشر سنين فى حروب وقتال.. وبلا عمل أو تعليم.. فنتج عن ذلك أجيال غير متعلمة لا تعرف القراءة أو الكتابة.. لم تتعلم الدين كما يجب.. لم تتعلم ثقافة الحياة.
ومن كان قد تلقى مستوى معين من التعليم قبل دمار الدولة السورية فعشر سنين من الجهل والحروب كفيلة أن تمحو ما فى رأسه من ثقافة وعلم.
فعشر سنين حولت الشعب السورى من شعب كان يضرب به المثل فى الثقافة وحسن الخلق إلى شعب يحمل السلاح يحارب ويقتل لمن يدفع له.. فمن خرج من سوريا وهرب من القتل والدمار باسم الثورات وعاش فى الخارج لم تتلف العشر سنين الماضية عقولهم وثقافتهم ومضوا فى استكمال تعليمهم فى البلاد التى يعيشون فيها. وأفضل مثال على ذلك الأخوة السوريين الذين يعيشون فى مصر فهم يضرب بهم المثل فى حسن الاجتهاد فى العمل وحسن الخلق.
لعن الله من حول سوريا من بلد عربى جميل إلى بلد تفوح منه رائحة الدم وتسمع فيه أصوات الطلقات طوال الوقت.
كان البعض يستهزئ عندما نقول (الحمد لله أننا لم نصبح مثل سوريا والعراق) .. فهل عرفتم الآن ما منعنى تلك المقولة؟؟
نعم يجب أن نحمد الله سبحانه وتعالى أننا لم نصبح مثل الدول التى انهارت وأصبح شعبها يتقاتل للفوز بقطعة أرض مليئة بجثث الموتى والبيوت المهدمة.
الحمد لله على نعمة الهدوء والاستقرار الذى نعيش فيه. فيكفى أننا نضع جنوبنا فى المساء وننام ونحن لا نخاف إلا الله سبحانه وتعالى.
فقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها). أى أنه من أصبح آمنا وسط أهله وبيته ومعافى فى جسده وعنده قوت يوم واحد فقط فكأنما فاز بالدنيا وما فيها من نعم وخير.
ندعو الله سبحانه وتعالى أن يعافى أهل سوريا وكل البلدان العربية والإسلامية من كل هم وغم وكرب، وأن ينعم عليهم وعلينا بنعمة الأمان وأن يصرف عنا جميعاً كل شر متمثل فى دول وأنظمة تعيش لتقتل وتسفك الدماء.