عندما تتساقط دموعك وتبكى من شدة الألم والقهر والغضب وتجد الحياة قد أصبحت سوداء مظلمة وتجد نفسك مثل الطفل التائه من أمه فى زحمة المولد وترى الناس من حولك وهم يحاولون ان يجدوا لك حلا. ويقترحون عليك الكثير والكثير.
وحتما وسريعا أيضا سيملوا من نصيحتك ومحاولة التخفيف عنك وسيذهبون بعيدا وستبقى أنت وحيدا مع أحزانك. فتأخذ قرارك بإنهاء هذه المهزلة وتتغلب عليها قبل ان تمحوك وتخفيك من على وجه الارض تقرر ان تدخل حلبة الملاكمة لتصارع احزانك فتأتيك اللكمات من كل جانب والجميع من حولك ينظرون كجمهور مستفز صيحاتهم ونظراتهم تمتلئ بالسخرية والغباء يريدون وقوعك والتشفى فى هزيمتك ويحملون لافتات تحمل عناوين (الفاشل). ولافتات اخرى (ستخسر أكيد ) ولكنك استجمعت قواك وبالضربة القاضية هزمت أحزانك وأوجاعك وتخلصت من قهرك وألمك وغضبك وضحكت عاليا فاتحا فمك على أوسع ما يمكن فأنت الان فى حال أفضل مما كنت تتوقع ان تكون. هزمت أحزانك وأعداءك وخاب ظن من كانوا يريدون وقوعك.
وبعد انتصارك تنظر للجميع فلم تجد أحد يصفق أو يهلل من أجلك. لقد ظهرت وجوههم الحقيقية. كائنات تشبه الانسان ولكنها بعيدة كل البعد عن إنسانيتها. تركوا المكان سريعا قبل احتفالك بالفوز. قلوبهم تمتلئ بالسواد وعيونهم تملأها الحسرة والحسد. ولكن لا تلتفت إليهم فأنت اليوم منتصرا. على كل ما كنت تعانيه أنت الان فى عالم الابطال الذين قهروا الحواجز واعتلوا منصات التتويج فانطلقوا بعيدا وأصبحوا نجوما تلمع فى سماء النجاح.