كلنا نلاحظ أننا نفتقد هذه الأيام للذوق والأدب فى التعبير عن الرأى.. وكلنا نتمنى أن نعود لأيام عبدالحليم حافظ وأم كلثوم أيام الذوق والكلمة الراقية، لأننا الآن للأسف نجد كل يوم تعليقات سخيفة تسخر من أى فنان أو أى إنسان ينشر صورته على السوشيال ميديا لدرجة جعلت البعض يحجم عن أن ينشر صوره أو أخباره خوفا من تدخل الآخرين فى حياته وأحكامهم القاسية عليه رغم أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال: ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ).
إننا نفتقد إلى الجمال والذوق فى التعبير عن الرأى مع إن الجمال عبادة من العبادات التى ترضى الله كما جاء فى الحديث ( إن الله جميل يحب الجمال ) والمقصود بالجمال هنا جمال الباطن وجمال الظاهر، لأن الحديث بدأ بقول النبى صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر فدل أن من كان جميلا من الداخل متواضعا ورحيما وقلبه نقى ومؤمن بالله فإنه يكون من أهل الجنة، وكذلك تناول الحديث الجمال الخارجى عندما قال صحابى من الصحابة رضوان الله عليهم: يا رسول الله إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسن ونعله حسن فقال صلى الله عليه وسلم (إن ذلك ليس من الكبر، الكبر بطر الحق وغمط الناس) يعنى رفض الحق واحتقار الناس.. فدل الحديث أن الإنسان الذى يحافظ على ثوبه جميلا نظيفا يكون بذلك متقربا الى الله لأن الله يحب الجمال، وليس معنى ذلك أن يتكلف الإنسان شراء الثياب الغالية، لكن معناه أن تكون الثياب نظيفة منظمة.. فما أجمل هذا الدين الذى يدعونا إلى جمال الباطن بالتواضع والذوق والأدب الذى يظهر على سلوكنا وتعاملنا مع الناس بالذوق والرحمة، ويدعونا إلى جمال الظاهر والنظافة لتنعم أرواحنا بالراحة النفسية والهدوء والسلام.