عزيزى القارئ، هل تأملت تلك الكلمات؟ فهي تحمل كثيرًا من المعانى السامية فهي تعني قدوة حسنة، مصدر إلهام، ابًا يكن لك سندًا في السراء والضراء.
كم منا يبحث عن الأب الروحي! كم منا مازال ينظر الى أي بارقة أمل على أنها طوق النجاة! وكل شخص يحمل الابتسامة الصادقة التي تطوي التفاؤل والأمل والمستقبل المشرق، ويقول هذا هو الأب الروحي، هو السند عندما تحتاج النصيحة، الدعم، التفاؤل، الخبرة العلمية والعملية، الثقة في النفس، وايضًا حب الخير للغير.
هل مازلت تبحث عن شخص من حولك بهذة الصفات العظيمة؟ حقًا يستحق منك العناء والمشقة، لأن تجد تلك الشخصية لتكن لك بمثابة الأب الروحي، ستدرك حينها أن الحياة تعطي نماذج مشرفة فاجعل لنفسك طابعك الخاص ولكن اشتق من قدوتك مايجب أن تقتدي به.
الأب الروحي هو من يفتخر بك عندما يعلو شأنك هو من يدعمك، من يؤمن بك وبقدراتك، يعلمك التواضع، المحبة، الإيثار، هو من يراك سعيدًا فيكون أول المشاركين لك، ويراك حزينًا فيحاول تشجيعك حتي ولو بالكلمات البسيطة.
فعندما تخطئ يصحح لك المسار ويطيب لك الخاطر لكى تستجمع كل ما تملك من قوة وتعود لحماسك وحيويتك ليفتخر بك وتكون عند حسن ظنه.
فعندما تتأمل حولك تجد لا أحد يختلف على حب وتقدير هذا الشخص، ذو شعبية كبيرة من حوله وذلك لما يحمله من صفات عظيمة، فالتواضع شيم العظماء والجود في العلم شيم العلماء، فكأنه نهر يسبح فيه سفن العلم والخلق فحقا هنيئًا لمن ينهل من هذا النهر، ويظل فخرًا وسندًا وابًا روحيًا لكل من حوله.
فالحياة لا تعطي الكثير، فعندما تجد من يدعمك، من يؤمن بك، من يقف سندًا لك رغم كل ضغوطات الحياة من يهون عليك تعب الطريق ويمسك بيدك لتقف من جديد فكن فخورًا به ولا تنسي له معروفًا، افتخر وارفع رأسك أنك تملك هذا الشخص، فعندما تأخذك دروب الحياة لأماكن مختلفة وتذكر اسمه فتجد من يرحب ويفتخر بك، من يريد مساعدتك حبًا في هذا الشخص، فتظل فخورًا به وفخورًا انك ابنًا لشخص تعلو مجالس العلم بخلقه قبل اسمه .
وعندما اتحدث عن أبي الروحي ...
أسمى معاني الانسانية والتواضع والخلق والعلم وسأظل فخورة به
سيظل اسم (ابنتي العزيزة أمل) أحب الأسماء لدى.
أبي وأستاذي ومعلمي الدكتور شعبان حفني عيسوى عميد كلية التربية الأسبق بجامعة قناة السويس.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»
فكل الشكر والعرفان لشخصكم الوقور
فعندما قررت أن أتحدث عنه في مقالي هذا وجدت الكثير من يوافقني الرأي ويدعمني للكتابة عن شخص بمثابة الأب الروحي لكثير من أبنائه ، فلا اكتب بلساني بل أكتب بلسان كثير من طلابه وكثير من زملائه .
فقد تعلمت منك أن الخلق الحليم يأتي قبل التعليم، تعلمت الحكمة وأن كل تصرف له العديد من الأبعاد لابد من أخذها في الاعتبار، والرؤيا على المدى البعيد أصلح من النظر في الجديد، والابتسامة التي تستقبل بها كل من حولك بصدر رحب هي مصدر حب الناس، وبالرغم من الكثير من المسؤليات والمهام ولكنك تعطي كل شخص وقته وتسعى لمساعدته.
أيقنت حينها أن الحياة لابد أن تؤخذ بمزيج من العقل والعاطفة لتعطي التصرف بحكمة، فالأحداث تتوالي والحكمة واحدة
فلابد أن تكون شخصًا يُقتدى به فى عالمك الخاص، فكل منا له دائرته الخاصة ومن يراه قدوة في مجاله، فتظل السيرة الحسنة وفعل الخير من صفات الاب الروحي .