حين تقع النحلة على حب ومداعبة الزهرة، لم يكن بوسعها تركها
مالم ترتشف رحيقها بعد. الوقت هو النهاية؛ الذي عنده ينتهي
تآلفهما، أو افتراقهما دون رجوع مرة أخرى، هنا يكمن قرارها. تصيب
الإنسان منا أتراح وأفراح، كلاهما يَتبع الآخر، لكن دون مؤشرات أو
وميض لتَلقيهِ على صدر الرضا والتسليم خاصة الأتراح. الأفراح قد
يكون فيها مُتسع يضفيه المرء بعقلانية وثبات، لا سيَّما كان متعلق
بالحياة. تُجبرنا عقولنا وقلوبنا للخوض في التفاصيل، أيا كان وقعها،
بنظرات مُبصرة نحو الإقدام خطوات للأمام، لا على أن نَظل ساكنين
ومستسلمين، فبعض ذرات التراب لو نثرتها، لعكرت بحرا مائه عذب،
هنا تكمن التفاصيل، والذنب الذي لا يُغفر. حين تنتظر النحلة لرشف
رحيق الزهرة، يحكمها الوقت والقرار معاً، المرء ينتظر بصبرٍ، حتي
لا يقع مَحل المجني عليهِ بعد وقوفه علي قدم واحدة أسقطته أرضاً.