في كل مرة أسألها عن أحلامها تغمض عينيها وتبتسم دون أن ترد ويقع قلبي في حب ابتسامتها الرقيقة من جديد.
أهم بلمس خصلات شعرها فتعدل من جلستها وتقترب وتقبلني وتهمس في أذني "أحبك ماما".
لم تخبرني أبداً عن أحلامها، الأمر الذي كان يزيد من حيرتي وإلحاحي في معرفة أمنياتها الصغيرة.
تُري أتحلم بمقابلة شخصياتها المفضلة في عالم ديزني؟ أم أنها تريد امتلاك قلعة من الرمال تشكل حجراتها كما يحلو لها وهي تتناول مكعبات الشيكولاتة التي تدمنها كما أدمن النظر إلي عينيها؟! تلك الجوهرتان اللتان تلمعا عند قدومي ويخفت بريقهما عندما أغيب، أذوب عشقاً في تفاصيلهما كلما أمعنت النظر فيهما وتباغتني بجملة "أحبك ماما".
جلست أتأملها وهي تلهو حتي انتبهت لوجودي، اقتربت من خصلات شعري داعبتها كما أفعل وقالت مبتسمة: تشبهني كثيراً. ضحكت وقلت لها: ألهذا تروقك؟ أجابت مسرعةً في فرحٍ: أحب أشياءنا المشتركة، ألست أنا وحدي حبة قلبك كما تناديني دائماً؟ أجبت: بلي يا حبة القلب، لكن متي ستخبريني عن أحلامك؟! أجابت باسمةً: لا أستطيع أن أخبرك الآن، ربما لاحقاً ماما.
ارتمت بين ذراعيّ طويلاً حتي أغمضت عينيها وغطت في النوم وهي تردد في صوت خافت يغلبه النعاس: أنتِ كل أحلامي.