إن أحسنا التعامل معه قد يكون قائد الغد وأمل المستقبل مستشار نفسي وتربوي ..مرحلة المراهقة أكثر المراحل العمرية حساسية في حياة الإنسان نظرا للتغيرات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي يمر بها المراهق وتفاعله مع مجموعة من العوامل التي قدر تؤثر سلبا على نفسية المراهق منها المشاكل العائلية وغياب الأب عن المنزل وافتقاده للقدوة الحسنة وغيرها، وكذلك هناك أساليب التربية التي تؤثر على طبيعة شخصية المراهق منها التدليل الزائد أو التسلط المبالغ فيه من قبل الوالدين على المراهق، وكذلك التمييز في المعاملة بين الأولاد ومقارنة المراهق بغيره من زملائه واستخدام العنف للتعامل معه، كل هذه العوامل تؤدي الى الكراهية والعدوان والأنانية ومحاولة الانتقام وبالتالي العند في التعامل مع الاّخرين خصوصا الأهل.
أبرز المشاكل السلوكية التي يشتكي منها الآباء في مرحلة المراهقة مشكلة العند والتمرد لدى المراهق الذي يتحداهم ويعمل عكس ما يرغب الوالدين، ويكرر الخطأ عن تعمد ولا يتقبل النصح والإرشاد.
بشكل عام المراهق يحتاج الى أن تشاركه حياتك من خلال تحمله المسئولية وتكليفه للقيام بمهام مختلفة، وذلك بعد الحوار والنقاش وأخذ رأيه والتعامل معه باحترام حتى يشعر بذاته وبأهميته وباستقلاليته والحفاظ على خصوصيته والتقرب منه والتعامل معه كصديق والتعامل معه بمرونة، وتجنب العنف وتكون اللغة هى الحوار والمناقشة وتقبل الرأي والرأي الآخر وتشجيعه على ممارسة الرياضة والقراءة، وأن نتقبل التغيرات الجسمية والنفسية التي يمر بها ابني المراهق في هذه المرحلة، وتقديم الحب والاهتمام والدعم والمساندة وتقديم الهدايا كحافز له.
المراهق العنيد والمتمرد يستخدم هذا السلوك كعقاب للاّخرين يشعر من خلاله بالاستقلالية وإثبات الذات فيرفض الأوامر بشكل مباشر لذلك يجب تجنبها ويتم استبدلها بمشاركة الرأي معه حتى يشعر بنفس المشاعر الاستقلاليه وإثبات الذات، ولكن بوسيلة إيجابية، علاوة على ذلك قم بامتداح كل سلوك ايجابي لابنك مهما كان بسيطا مع استخدام لغة الجسد في التعبير عن مشاعرك اتجاه هذا يجسد مشاعر الحب والود والاحترام بينكم، مما يساعد على زرع مشاعر الألفة بالاضافة الى تجنب النقد أو اللوم وخصوصا أمام الاّخرين فهذا يعد انتقاص من شخصيته بل شجعه على المشاركة في قراراتك وأخذ رأيه.
أخيرا أوجه رسالة لكل أسرة لديها مراهق ..... أننا كنا مراهقين فلنستفيد من ماضينا في تربية أبنائنا مع الأخذ في الاعتبار أن الأساليب التي استخدمت لتربيتنا في الماضي قد لا تصلح لأبنائنا، ولكن يكفي أن نستحضر مشاعرنا في مرحلة المراهقة حتى نتقبل أبنائنا في نفس المرحلة التى مر بها الاّباء. وتذكروا أن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ظل يفكر في اعتناق الإسلام ست سنوات ولكنه عندما أخذ قراره صار الفاروق عمر. وأن خالد بن الوليد ظل يحارب المسلمين 21 عاما وعندما أسلم صار سيف الله المسلول. فالمراهق العنيد اليوم إن أحسنا التعامل معه قد يكون قائد الغد وأمل المستقبل فلا تبخل عليه بحسن الرعاية.