يا صانع القلوب خبرني
من أي معدن صنعت قلوبهم
أفكارهم تعطيهم الثقة
قلوبهم تمنحهم سلام
يا صانع القلوب أحتاج قلباً
أحتاج أن تصنع لي قلباً من نحاس
أشد قسوة من قلوبهم
كيف أتعايش معهم هنا؟
أسفت لما عرفت أن قلوبهم
من الحديد صنعت
وبالرصاص أثقلت
لا تجري فيها دماء وتنبض
بل تقفز حمم البراكين
يأكلون لحم الحي والجيفة
ويشربون زيتاً وعلقم
يجترون كل يوم على لحوم الأبرياء
أنوفهم تنفث دخان ولهيب نار
يا صانع القلوب دلني
لماذا وهبتهم كل هذه القسوة
أحتاج إليك ترشدنى
كيف الحياة معهم أخبرني
قد فرضت علي ملامحهم
كل يوم اشاهد نفس الصورة:
وحـش بأنياب غادرة
وذئـب يرتدى ثوب حمل وديع
والجميع يغنون أناشيد السلام
ويذبحون كل يوم أبرياء
تجري أنهار الدم تحت أقدامهم
وعيون جحظت من ضخامة أجسامهم
عدنى يا صانع القلوب يوماً
هل ستشرق الشمس من جديد
تسكب نورها علي الجبين
توقظني تحييني
أحمل بها أيقونة صبرى
أطوّفها داخل أيامي
حتي تنبت من بين ضلوعي أجنحة
أحلق به عالياً
حتي أراهم من جميع الزوايا
يا صانع القلوب علمنى
ماذا أفعل؟
وأنا أعرف؛ أن كل هذا مستحيل
كاستحالة شروق الشمس في قلب الليل الحزين
يقيني أني لا أستطيع
ولكن يظل حلمي يومًا
أن أستطيع