إنسانة عَشوائية فِي هَذا العَالم لا أَهتم لأي شَىء، أنام وأستيقظ بِدون مَواعيد، أتجول فِي الشَوارع بِدون مَقصد، أقف عَلي الرصيف دون أن أعلم إلي أين سَأذهب، ولكن رأيتك، لقَد نَظرت إِليَك عَيناي مِن بَين كُل البَشر، تَوقف العَالم لِمدة دقيقة، سَمعت دقات قَلبي تَنبض بِسرعة شَديدة.. مَاهَذا.؟ أَهذا مَا يُسمي الحُب، أن لا أهتم ولا أبحث عَنهُ، لِماذا هو الذي يَبحث عَني الآن.
أنا أخاف أن أقع فِي حُب شَخص مِن مُجرد التقاء أعيُننا، سَماع صَوتهُ، لمَسه يَدهُ، أخاف أن أتعلق بِشخص يَكون لي العَالم ومَا فِيه، أحبهُ كَحُب الأم لِطفلها الوحَيد.. أقوم بِترتيب حَياتي والابتعاد عِن العَشوائية لأجل أن أري ابتسامَتهُ التي تَجعل قَلبي يَنتفض مِن السَعادة، أُضحي بِسعادتي مُقابل سَعادتهُ، أستيقظ مُبكرًا حَتي أقوم بِتحضير فُطور جَميل له حَتي يَبدأ يَومهُ بِكُل نَشاط، أقوم بالاتصال بِه في الدقيقة مَائة مَرة حَتي أطمئن عَليهُ، أسمع صَوته وأشاركهُ يَومهُ، أحَفظ أغانيهُ المُفضلة وأغنيها أمامهُ حَتي أري لمَعة عَيناه وهو مُبتسم ليِّ، أقوم بـِ الانتظار وقت رجوعهُ حَتي أرمي كُل الخَيبات والحُزن الذي فِي قَلبي عِندما أضع رأسي عَلي كِتفهُ ويَقوم بِوضع كَفهُ الرقَيق عَلي كَفي، أخاف مِن الحُب والتَعلق ، أخَاف مِن الوُعود والخذلان ، ولكَن عِندمَا رأيتك نَسيت كُل الخَيبات والخَوف فِي حَياتي ، نَسيت كُل دقيقة وكُل ثَانية مَرت مِن عُمري بِدونك، لقَد ولدت مِنذ هَذه اللحَظة ، لحَظة وجودك أمَام عَيني.
نعم كُنت أخَاف مِن الحُب ولكن عِندمَا رأيتك عَلمِت أن الحُب خُلق لِقلبي وقَلبك.. القَليل مِن الحُب لا يرضيني لأن حُبي لِك لن يُساويهُ حُب عَلي هَذه الأرض يَا طِفلي الجَميل.
"لا حُب يُعادل حُب الأم لِطفلها الوحيد".