الكتـــــابة فنٌ خاص من فنونِ مــــــواساةِ النفس وتسليتها، عندها تجد
النفوس ملاذها، فما أجملُ بلاغتها حين تبثُ أملا أو تنزعُ ألما! لا تدري
لماذا تــــهرُب الكلمات منــــــــــا؟! فنحنُ حين نريدُ الكتابةَ، نطوي ورقة
تلو الأخرى تأخذُ منا لتخفف عنا ما نحملهُ، لكن عندما نتركها تظل
الكلمات ملتصقةً بنا لتأتي في غير موعدها.
أظنُ أننا لا بدَ أن نكون ممسكين بورقةٍ وقلم طوال الوقت، وإلا سنفقد ما تحمله أنفسنـا الكثير.
هكذا، حدثتني نفسي حين تكرر هروب المعاني مراتٍ عديدة، أيقنت
حينها أن ليس لهذا الفن موعد محدد لنلتقي معاً، بل ما يكن في خاطرنا
من مواقف وأفكار يستلزم الكتابة حينها فقط؛ نتجاوب نحن والكتابة معاً.