أيها الناس احذرو تفسير الأقوال المعروفة بشكل سطحي، بل يجب البحث والتعمق في أساس كل مقولة وما كان سببها، فموضوع هذا المقال مهم جدا لأنه يفسد مضمون الصدقة في الإسلام، ألا وهى مقولة (اللي يعوزه البيت يحرم علي الجامع)، فمجرد سماع هذه المقولة المصرية يذهب التفكير تلقائيا إلي ربط كلمة الجامع بالمسجد، ويترتب علي ذلك عدم جواز الصدقة وتبرير ذلك بهذه المقولة وهذا خطأ كبير.
ولكن الأصل في هذه المقولة يرجع إلي أيام الحكم العثماني، حينما كانت تفرض على المصريين الضرائب، وكان هناك شخص مخصص لجمع تلك الضرائب في مواعيد محددة، يسمى جامع الأموال أو الملتزم، وفق القانون المسن على المصريين وقتها وهو قانون الالتزام.
ومع الحالة السيئة التي كان يعيشها المصريين في هذا الوقت لم يكن يستطيع أغلب المصريين دفع الضرائب، وأشيعت تلك المقولة (اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع)، وكان يحاول المصريون أن يجمعوا الأموال المفروضة عليهم طوال الفترة المسموحة من أجل تسليمها للجامع عندما يأتي موعده.
ومن باب التذكير، جميع المسلمين يسعون إلي اتباع الاقتداء بالحبيب صلي الله عليه وسلم في كل جوانب الحياة، وهذا الحديث يلخص هذا الامر الذي يخص الصدقة، {عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنمًا بين جبلين، فأعطاه إياه، فأتى قومه فقال: أيْ قومِ، أسلموا، فو الله إن محمدًا ليعطي عطاءً ما يخافُ الفقر، قال أنس رضي الله عنه: "إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها"؛ رواه مسلم}،
صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.