بعد ما مر وما فات أصبحت أكثر إدراكا بمعني الصدفة.. تلك الصدفة التي جمعتنا بمشوار لم نعلم بدايته ولا حتي نهايته، ولكن كل ما أعلمه أن تلك الصدفة كانت نقطة تحول لكلينا، نعم فلولا تلك الصدفة لم أكن لأعلم بخديعة أحدهم.. لم أكن لأعلم بخذلان البعض لي، وأيضا لم أكن لأعلم مدي قوة حاستي السادسة. صدفة جمعتني مع من لم أكن أتوقع أن أحبهم أو أن يكونوا جزءا من حياتي، يا لسخرية القدر، فقد أصبحوا هم حياتي بأكملها.
صدفة كانت سببا فيما أنا عليه الآن.. صدفة واحدة فقط قد غيرت الكثير والكثير.. تركت بداخلي أثرا لن يزول إلا بصعود روحي لخالقها وربما حتي بعد موتي لن يزول بالتأكيد، لن تزول تلك الذكريات فهي صدفة قد غيرت مجري حياتي بأكملها، وهذا بالفعل ما حدث. تلك الصدفة التي جمعت بيننا حينما وقع قلمي والتقطه من أجلي وهي أيضا تلك الصدفة التي جمعت أعيننا في نظرات لم يفهمها غيرنا. أذكر أنك بيوم ما أنكرت معني تلك الصدف، ولكني لن أتفق معك وها نحن قد فرض القدر علينا وعلي تلك الصدف اختبارا ولابد من خوضه.
وها هي الرحلة قد بدأت رويدا رويدا، بدأت تلك الصدفة الملعونة، حتما أنا كاذبة فلقد كانت تلك الصدفة هي الأجمل علي الإطلاق. لم أكن ممن يؤمنون بالصدف ولكن بعد كل ما مضي أصبحت علي إيمان كامل بها.
لم أكن أدرك معني أن تجمع بك الصدفة أحدهم، وليست فقط تجمع بينكما وإنما تجمع بين طريقكما.. مصائركما، وهذه هي لعبة القدر، صدفة تسحبها أخري وتتتابع الصدف إلي أن يتم القدر لعبته وتتوحد القلوب.. العقول.. المصائر، ومن ثم تنتهي تلك لتبدأ أخري وتظل اللعبة دائرة إلي أن يأذن رب السماء.