أحيانا نسأل أنفسنا هذا السؤال، هل الحياة والواقع مجرد حلم؟ وكيف يمكننا أن نفرق بين الواقع والحلم؟ وما الذى يثبت لنا أننا لا نعيش فى حلم؟.
عادة ما تكون مدة الأحلام “قصيرة” نسبيا على الأقل عند مقارنتها بالحياة فى الواقع، فإن الحلم يستغرق فترة قصيرة جدا قبل الاستقياظ منه مقارنة بالواقع الذى يستمر لمدة طويلة جدا عند مقارنته بالحلم، فإذا كانت الحياة والواقع هما أيضا حلم فلما لا نستقيظ منه سريعا كما يحدث فى بقية الاحلام؟ لماذا هذا الحلم بالذات أى الواقع يستمر لهذه المدة الطويلة؟.
حياتنا مجرد وهم وخيال، وأننا نحلم كثيرا ونعتقد أثناء الحلم أن ما نراه هو الحقيقة الواقعية ثم نستيقظ بعد ذلك لنجد أن ما عشناه فى المنام كان وهما، فمن يدرينا أن حياتنا هى حلم طويل لم نستيقظ منه بعد.
فنحن عندما نحلم نشعر أثناء الحلم بأن كل ما نمر به فى الحلم واقعى ملموس، نشعر بأن كل شىء حقيقى سواء كان الحلم طيبا جميلا أو حلم ملىء بالشر والقبح، نشعر أننا نعيشه بكل تفاصيله بكل ما فيه من أحداث وعندما نستيقظ نسأل أنفسنا هل كان هذا حلم؟ فأنا كنت أشعر بكل ما يدور فى الحلم وكأنه حقيقى وكل شىء أتخيله حقيقى، أكاد المس كل ما فيه وأتحسسه بيدى بل وأحيانا يصعب على أنفسنا أن نصدق أن هذا مجرد حلم.
فماذا فعلا لو كان حياتنا هيا مجرد حلم طويل وسوف نستيقظ منه حتما وأن كل ما أحاط بنا فى الحياة من ألم وحزن ووداع وانسكار وخذلان هو مجرد حلم قد يكون طويلا فعلا ولكننا سنستيقظ منه حتما، وكذلك كل ما نشعر به من راحة سعادة وفرح هى أشياء زائلة ومجرد قشور وستنتهى يوما وسنستيقظ جميعا من الحلم يوما ولكن سنستيقظ هناك.
حيث لا ألم لا دموع لا حزن لا هم لا ابتلاء لا اختبارات، هناك الراحة والأمان الحقيقى. فهناك فرح دائم وسعادة دائمة خلود فقط وهناك لن يكون للأحلام مكان، وسنجد ما يعوضنا عن كل ما ألم بنا، هناك رؤية الله ليس بيننا وبينه شىء ليس بيننا وبينه حجاب، هناك الحقيقة المطلقة والوحيدة فى الوجود هناك الله فماذا فعلا لو كانت حياتنا هى مجرد حلم طويل لم نستيقظ منه بعد؟.