هناك أناس كثيرون عندهم انفصام فى الشخصية، ويأخذون الأمور باستهتار و"عشم" زيادة عن اللزوم، وبسهولة ويحاولون فى علاقتهم مع الآخر إزالة حدود العلاقات، أو إعطاء العلاقات أكثر من حجمها الطبيعى والواقعى، وهناك إفراط فى استخدام كلمة صديقى بين الأشخاص.
ومن هذا المقال أستطيع أن أؤكد أن لا أحد يعرف معنى كلمة صديق وحدودها وأبعادها.. الصديق يا سادة هو من يحمل همك ليلا ونهارا، الصديق هو من يقف معك فى كل أمورك الحياتيه بما فيها من مر وحلو، هو من يقرأ ما تفكر فيه قبل أن تنطق به، هو من يؤيدك فى الحق ويقف ضدك عند قول الزور وفعله، هو الكتاب المفتوح الذى لا يغلق أبدا، هو من يساعدك على فعل الخير لنفسك ولبيتك وللغير.
الصديق هو الكتاب النقى الذى لا يخفى عنك شيئا خاص به أو بأسرته أو ظروفه، هو من يرد غيبتك ويحفظ ودك وبيتك وولدك، الصديق هو الأنيس والونيس والمصلى والصادق والأمين والطاهر العفأ والذى يحفظ حرمات العباد ويحب لك كما يحب لنفسه تماما، الصديق هو الذى لا يغتابك أبدا ولا ينقل عنك إلا الخير ولا يسمح بأن يذكرك أحد بسوء ولا يأكل حقوقك.
ولذلك عند تطبيق هذه المعايير على أغلب العلاقات الموجوده حاليا ستجد أن العلاقة بين الكثير من الناس منقوصة، ولذلك تصبح معرفة أو تعود أوعادة فى العلاقات فقط بين الأشخاص، ولا أحد الآن يشبع من الآخر بواقعية ولا يخرج الكثير عما بداخله بسبب عدم الثقه والخوف وعدم الاطمئنان والخيانات التى تحدث، وذلك لأن الصداقة مفهوم عميق بين شخصين مبنى على الاحترام وحب الخير والإيجابية بين الطرفين والاطمئنان الكامل، وليست مبنيه على الهمز واللمز والتجسس ونقل الكلام والتحدث فى ظهر الآخر وكره الخير والنميمة وإخفاء أمور عن الطرف الآخر واستكثار رزق الله والخيانة.
لذلك ينبغى على الكثير إعادة النظر فى العلاقات الموجودة وتقييمها، والوقوف على نوعيه كل علاقة بواقعية شديدة وعميقة، حتى يتسنى للشخص تحديد ماله وما عليه وحدود العلاقة مع الآخر، لأن الكثير يبنى أوهاما كثيرة، ويعطى العلاقات أكبر من حجمها الطبيعى ويفاجأ بأنه كان يعيش فى أوهام.
فالواقعية فى كل شىء جميلة ومريحة وتمثل قاعدة مهمة للتفاهم بين الناس وألا تبالغ فى خيالك وتصوراتك.
لذلك آن الأوان أن نتعلم مفهوم العلاقات بين بعضنا البعض وإعطاء مسماها الحقيقى حتى يستطيع كل منا الوقوف على حقيقة العلاقة مع الآآخر ليريح نفسه أولا قبل أى شخص آخر.