لأن التاريخ هو الأصل وهو الفيصل أيضا في كل شيء وأن لكل شيء أصل فكان لابد لنا أن نعرف الجميع عن مدينة هامة بصعيد مصر بمحافظة قنا "قفط"، وأصلها تاريخيا منذ القدم نظرا لوقوع أقدم طريق تجاري بها وهو طريق القوافل أو طريق التجارة قفط القصير الذي يعد شاهدا علي الرحلات الهامة إلي بلاد بونت وغيرها.
أولا:- أصل تسمية قفط يرجع الي :- الأسم الحالي:- قفط الاسم الفرعوني :- جبتيو ومعناه طريق القوافل الأسم اليوناني :- كوبتوس الأسم القبطي :- جبط أو كفت ومنه اشتق هذا الاسم الحالي للمدينة (قفط).
وكان الاسم القديم لإقليم قفط (جبتيو) وهو عاصمة المقاطعة الخامسة من أقاليم مصر العليا، ويرجع تاريخ قفط إلي أوائل الأسرة الأولي في عصر الملك مينا، وكانت منذ ذلك التاريخ مدينة هامة حتي العصر الروماني ويرجع أهميتها لوقوعها علي طريق القوافل المسمي (وادي الحمامات) الموصل بين النيل والبحر الأحمر، وخلال الأسرتين 11،12 زادت أهمية وادي الحمامات لوجود المحاجر القديمة المختلفة وبالقرب منه منطقة الفواخير التي تحتوي علي مناجم الذهب القديمة المشهورة عبر التاريخ وفي عصوره المختلفة وحتي الآن، وبالتالي زادت أهمية مدينة فقط.
لذا كانت قفط ومنطقة الحمامات علي طريق قفط - القصير في نشاط دائم ومستمر وكانت مدينة قفط في أوج شهرتها في عصر الدولة الفرعونية الحديثة، وزارها وفد من أمراء وأميرات الحيثيين في عهد الملك رمسيس الثاني، أما في العصر الروماني فكان طريق التجارة بين البحر الأحمر وقفط نشطا وقد عثر علي تعريفة الضرائب التي كانت تفرض علي الأشخاص والبضائع التي تمر بالمدينة في الرحلة الصحراوية، ومما يؤكد أهمية المنطقة الصحراوية التي تقع بين البحر الأحمر ومدينة قفط أن معظم ملوك الأسرات الفرعونية أرسلوا بعثات التعدين إلي هذه المنطقة لاستثمارها في الحصول علي الذهب والحجارة اللازمة لبناء معابدهم، وكذلك استغلال مناجم الذهب الموجودة بالمنطقة والمشهورة باسم (منطقة الفواخير).
معبد قفط:-
كان معبود قفط الإله مين إله التناسل والإخصاب وسيد الصحراء الشرقية والأراضي الأجنبية والذي كان يمثل بشكل آدمي رافعا يده اليمني والتي تمسك بسوط ولابسا ريشتين علي رأسه، وقد بني للإله مين معبد في قفط في الأسرة الرابعة ثم أعاد بناء هذا المعبد وقام بترميمه أحد ملوك الأسرة السادسة وهو ( بيبي)، وقد أسفرت حفائر بتري التي أجراها فى المعبد عامي 1893-1894عن كشف آثار كثيرة بالمنطقة من بينها تمثال قديم يمثل الإله مين وعليه رسوم محفورة لحيوانات الصحراء ومواقع البحر الأحمر، وكذلك الثالوث الضخم المصنوع من الجرانيت الأسود والذي يمثل رمسيس الثاني جالسا بين أيزيس وحتحور والموجود حاليا بالمتحف المصري، كما أنه عثر علي إناء كبير كان يستعمل في الطقوس الدينية عليه اسم الملك خوفو وبالمتحف البريطاني الآن بردية طيبة بها نص تثبت محتوياتها أنها قد اكتشفت في قفط من أيام الملك خوفو من الأسرة الرابعة.
وقد أجريت بالمعبد حفائر عام1910 أسفرت عن كشف مجموعة من اللوحات مثل لوحة تحمل زيارة قام بها رمسيس الثاني وفي صحبته أمراء الحيثيين، ولوحة أخري بها منظر لأحد موظفي الملك تحتمس الثالث من الدولة الحديثة وهو يتسلم الذهب من رئيس شرطة قفط وحاكم مقاطعة الذهب فيها.
كما عثر علي بقايا معبد من عصر سنوسرت الثاني وتحتمس الثالث وهناك إضافات كثيره من العصر اليوناني والروماني بالموقع مثل معبد العويضات أو المعبد الجنوبي، ولازالت بقاياه حتي الآن، وقد ثارت مدينة قفط عام 292 ميلادية علي ظلم الامبراطور دقلديانوس، فاضطر أن يهاجم قفط بقواته وجيوشه فخربها وأحل نهبها
قفط في العصور الوسطي :-
كانت قفط مدينة عامرة وأهلها ذو ثراء واسع وبها خبرات كثيره ويوجد بها أفضل أنواع البقول والحبوب وأجود أنواع الزيوت.