الحسين لم يقم بثورة ضد يزيد، ولا ضد الاستبداد والطغيان – كما تزعم الرافضة وبعض المخدوعين من المسلمين - وليست من أخلاقه النبوية، أن يقوم بهذا العمل الأرعن، الأهوج، الهبل! ولم يكن شائعاً ذلك المصطلح القميء النتن!
وإنما وقع ضحية، خيانة، وغدر، ونفاق، وغش، وكذب شيعته الملاعين الأنجاس الجبناء.. الذين عمدوا حينما مات معاوية رضي الله عنه، فأرسلوا إلى الحسين يقولون له: إنا حبسنا أنفسنا على بيعتك، ونحن نموت دونك، ولسنا نحضر جمعة ولا جماعة بسببك.
سندحض في هذا المقال القصير، كذب، وبطلان تلك الأقاويل المفتراة على الحسين، بأنه ثار ضد يزيد والاستبداد والطغيان، ونثبت للدنيا كلها، براءته من تلك التهمة المكذوبة عليه، من أوثق المصادر التاريخية، وننقل أقواله حين الاستعداد للذهاب إلى الكوفة من مكة، وقبل الخروج منها، ونصائح الصحابة له بعدم الذهاب إليها، ثم أقواله وهو في الطريق إليها، بعد ظهور خذلان شيعته، وخيانتهم وغدرهم له، وتخليهم عن نصرته!
واستمرت شيعته في الكوفة، بإرسال الكتب له تلو الكتب، حتى تجمع عنده ملء خرجين، أو ما يعادل وقر بعير.
وهي تحثه وتشجعه، وتدعوه إلى القدوم إلى الكوفة، لمبايعته بالخلافة بدلاً من يزيد!
فصدقهم، ووثق بعهودهم، ومواثيقهم الخلبية، ونسي ما فعلوه بأبيه وأخيه، وما كان يقوله أبوه عنهم، وقد ذكره بذلك أبو سعيد الخدري فقال له: (يا أبا عبد الله إني لك ناصح ومشفق، وقد بلغني أن قوماً من شيعتكم كاتبوك، فلا تخرج، فإني سمعت أباك بالكوفة يقول: والله إني لقد مللتهم، وأبغضوني وملوني، وما بلوت منهم وفاء، ومن فاز بهم، فإنما فاز بالسهم الأخيب، والله ما لهم ثبات، ولا عزم، ولا صبر على السيف).
ولم يبق صحابي، ولا قريب، ولا بعيد، ولا تابعي، ولا صديق، إلا ونصحه بعدم الخروج إلى الكوفة، وحذره أشد التحذير من الوثوق بشيعته، ذات التاريخ الحافل بالسواد، والغدر، والخيانة، ولكنه أصر اصراراً شديداً، وصمم تصميماً كاملاً، وعزم عزماً أكيداً، وخالف كل الصحابة، والمحبين له، وعاند عناداَ قوياً، إلا أن يذهب إلى الكوفة، استجابة لكتب شيعته المارقة الكاذبة، بالرغم من موافقته على نصائحهم، وتصديقه لهم، ولم يرد في أجوبته لهم، وتبريره للخروج إلى الكوفة، أنه ثائر ضد يزيد، وأنه يريد اقتلاع الفساد والطغيان! مما يدحض، ويبطل أسطورة، وخرافة الثورة الحسينية المزعومة!
وانطبق عليه المثل العربي المشهور: (أتتك بحائن رجلاه) مثل قاله الشاعر عبيد بن الأبرص: في حق من تقوده رجلاه إلى هلاكه..