القارئة آلاء نشأت تكتب: التجارة بالحياة الشخصية

في قديم الزمان كان هناك بعض الأسس التي تحكم البيوت في مجتمعنا، مثل وضع مواعيد مُعينة لكل وجبة أو مواعيد مُعينة للاستيقاظ والنوم...إلخ. وكان من تلك الأسس أخذ الإذن قبل زيارة أحدهم، وأخذ الإذن قبل دخول المنزل وخاصة إذا كان يوجد بالمنزل سيدات. ولكن مع تطور العصر وتطور شكل الحياة أصبحنا نفقد تلك الأسس والأنظمة شيئاً فشيئا. وكانت الصدمة عندما فقدنا مبدأ "حُرمة البيوت" أو بمعنى أصح عندما فقدنا الخصوصية في حياتنا. فإذا نظرنا اليوم إلي ما يفعله بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي فسنجد أن كل منهم يحمل "كاميرا" و يسجل كل ما يقع معه من أحداث. ونجد منهم من يقوم بتصوير أخته أو زوجته أو ابنته، ونجد فتيات تقمن بتصوير خطوات حفل زفافها، ومنهم من يقوم بتقليد الآخرين للحصول على مشاهدات، ومنهم من يصدر أسراره وأسلوب حياته إلي العلانية دون داعي و دون وجود رسالة أو محتوى. والغريب في الأمر أن مهما تعرض هؤلاء الأشخاص إلي انتقدات فمازال هناك الملايين من الناس يتابعون من يدعوا بأنهم رواد مواقع التواصل الاجتماعي! والمُضحك في الأمر اذا انتقد أحد أسلوب حياتهم يكون الرد الأول "ديه حياتنا الشخصية وديه حرية شخصية" فكيف يريدون الحصول على الخصوصية و الحرية في حياتهم و هم يقومون بنشرها للآخرين؟! إننا نواجه كارثة؛ فمقابل الشهرة وقدر من المال يقوم بعض الأفراد بنشر حياتهم الشخصية للعالم والتجارة بأفراد أسرتهم. إن تصوير ونشر الحياة الشخصية داخل كل منزل ليس بمحتوى يتم تقديمه على مواقع التواصل الاجتماعي أو على شاشات التليفزيون، بل إن تصوير الحياة الشخصية يُولد الحقد والحسد بين الطبقات المختلفة وينتهك خصوصية وحُرمة المنزل، ويقضي على قيم المجتمع السليمة. إن المجتمع أصبح يتجرد من أخلاقياته رويداً رويداً ولا أحد يعلم أين النهاية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;