يحكى أن امرأتين ذهبتا إلى نبى الله سليمان ومعهما طفلا وحيدا، كلتا المرأتين تدعيان أمومة الطفل ولكل منهما أسبابها، ومن ثم تحير نبى الله سليمان فى الفصل بينهما، فأمر بشق الطفل – حرفيا – إلى نصفين وكل منهما تأخذ نصفا، وبعد ذهول الجميع من قرار النبى سليمان وبمجرد الإتيان بأداة لشق الطفل، فصرخت إحداهما "اتركه لها ولكن اتركه كامل سليم"، حينها علم نبى الله سليمان أن هذه هى أم الطفل الحقيقية، إنها من خافت أن يصيبه أى أذى، إنها من تريد الحفاظ عليه حتى وإن كان سيبعد عنها .
فى بعض الأحيان يتوجب علينا ترك الأشياء ليس لعدم حبنا لها أو لنقص الشغف، ولكن محاولة منا بأن نحافظ عليها فى شكلها الكامل الذى عاهدناه، ومع إتيان فرصة جديدة لاستعادته سنجده فى حالة الكمال التى عهدناها، ولكن وجب علينا فى وقت ما ترك هذا الشىء ولو لفترة قصيرة، ولكن ماذا يحدث إذا كان ترك بلا استعادة، إذا كانت المرة الأخيرة التى تفلت فيها الأصابع، ماذا لو لم يكن هناك فرصة ثانية؟، ماذا لو لم يكن هناك سليمان ليعلم أن تركنا هذا فى وقته هذا ليس غرضه الاستغناء، بل هى محاولة منا للحفاظ عليها .
قلة الفرص المتاحة تجعلنا نتشبث بكل ما هو يحمل صفة الفرصة حتى وإن كانت أشباها للفرص، فنحن لسنا ملمين بالنوايا ولا نملك الكثير لننتظر البدء من جديد، نحن بشر نصدق ما نراه ونسمعه وما نلمسه بأيدينا، وكل ما نملك هى كلمات نقولها وأفضلنا من هو من يختار الوقت المناسب للبوح بهذه الكلمات.
إذا أحببت قل، إذا أخطأت فاعتذر، إذا أردت شيئا فاذهب وأتى به، وإذا أردت أن تأخذ فترة لترتاح فأخبر من حولك، فهم ليسوا بمنجمين ليعرفوا حالك بدون ذكر أسباب أو كما يقولون "مش بيشموا على ضهر إيدهم ".