مضت سنوات قبل ثورتى 25 يناير و30 يونيو كان ينادى الكثير من الإعلاميين والمفكرين والسياسيين ورجال الدين من أجل وجود قانون موحد لبناء دور العبادة للتخلص من المعاناة والضرر الواقع على المسيحيين عند بناء كنائسهم أو ترميمها ليمارسوا فيها صلواتهم وطقوسهم لعدم وجود تصاريح بحجة الدواعى الأمنية خوفا من تعرض بعض المتشددين والجماعات الإرهابية للمسيحيين فى المنطقة التى يكون بها ترميم أو بناء لكنائس وهذا كان يشكل عبئا على الشرطة بسبب هذا الملف الشائك وقد استخدمها النظام السابق الفاسد وزرعها بحكمة تحت شعار "فرّق تسد".
وهكذا فى سنة حكم الإخوان زادت المشكلة تعقيداً، حيث خرجت الأفاعى السامة من جحورها لنشر سمها وزادت من حدتها، ولكن مع شروق شمس جديدة ورئيس راع حقيقى ودستور جديد وافق عليه الشعب ومن مواده سن وإقرار قانون بناء دور العبادة على أن يكون فى مقدمة جلسات البرلمان وأتى البرلمان وحلت حكومة وحدث بعض التغيير للوزراء ودب الأمل والشعور بأن حلم الحق والمواطنة وعدم التفرقة والتمييز والدولة المدنية الحديثة سوف يكون حقيقة على يد البرلمان والحكومة فى دورته المنعقدة حالياً إلا أنه مازالت طريقة التعامل مع الواقع لسرعة تنفيذ الحقوق والمطالب للشعب لم تخرج من عنق زجاجة الماضى ونسمع "طولوا بالكم" ما يفيد (تأجيل عمل اليوم للغد) وتتوه الحقوق والمطالب لانشغالهم بموضوعات أخرى، إلا أن هذا القانون لو تم الآن فهو يعد دفعة قوية للسير قدما نحو المواطنة وعدم التفرقة والتمييز ورفع العبء الصعب عن وزارة الداخلية.
وإننا نناشد الحكومة والبرلمان تحويل الحلم لحقيقة حتى لا يغيب ويتوه لطول زمن تركه تحت حجج فيبتلعه ظلام أصحاب المآرب والحاقدين الكارهين لمصر ويجدون ضالتهم المعهودة فرق تسد والمساومة وجعل الأقباط المسيحيين يلهثون وراء تحقيق حق مشروع مما يجعل المواطنة وحرية العبادة تتأرجح لفترات طويلة ونعود إلى ما قبل الثورتين وحكم الإخوان وتعود الأفكار المغلوطة لأصحاب المآرب وهكذا نبحث عن إيجاد قوانين تعيد الروابط الاجتماعية بالعدالة والحرية وحقوق وكرامة الإنسان هى المنهج الذى يتعامل به الجميع الإنسان من أجل إسعاد وراحة أخيه الإنسان قبل أن يفوت الأوان.. تحيا مصر.