وائل عبد الودود حسين يكتب: صنع فى مصر

عبارة أتمنى أن أراها فكما رأينا عبارة صنع فى الصين فى كل دول العالم أتمنى أن أرى عبارة "صنع فى مصر".

إن دولة الصين اليوم تصنع كل شىء بلا مبالغة، لكن عندما نرى أشياء فى بلدنا كتب عليها صنع فى الصين يقفز إلى أذهاننا أنه منتج ردىء، وهذا ليس بالضرورة يعنى أن الصين تنتج مستوى متدنيا أو منخفضا من الجودة. إن دولة الصين اليوم ترتيبها الأول على مستوى الدول الصناعية الكبرى تفوقت على عدد كثير من الدول المتقدمة وكذلك هى الأولى فى حجم الصادرات. إن هذا التقدم المذهل لا يأتى من فراغ إنها ثورة فى عالم الصناعة قامت بها حتى تتقدم على كثير من الدول الصناعية الكبرى فهى تصنع لك كل ما تريده على حسب ما تدفع من أموال، وبالتالى هنا يتدخل مستوى الجودة التى يطلبها المشترى أو المستورد، وبالتالى غزت كل الأسواق العالمية لأنها تلبى كل المتطلبات بمختلف الطبائع وبغض النظر عن اقتصاد الدول المستوردة، وبما أننا نبحث عن أرخص المنتجات بغض النظر عن مستوى الجودة، فهذا يعنى أننا نستورد مستوى منخفض من المنتجات الصينية، وذلك لتلبية احتياجات المستهلك الذى بدوره يعانى من مستوى دخل منخفض، وبالتالى يبحث عن أرخص المنتجات بما يحقق احتياجاته أما بالنسبة للدول العربية المستقرة اقتصاديا والدول الأوروبية فإن الصين تقوم بصناعة أرقى المنتجات وتصدرها إليهم.

إن معظم الشركات المتخصصة فى مجال الإلكترونيات اليوم تقوم بصناعة منتجاتها فى الصين، وذلك لتوافر المناخ المناسب للصناعة من منتجات وتوافر الأيدى العاملة وليس بسبب رخصها كما هو شائع وأشياء كثيرة أخرى متوفرة مما يساعدها على صناعة المنتجات عالية الجودة بأسعار عالية ومنتجات منخفضة الجودة بأسعار منخفضة.

قرأت فى موضوعا عن أن القوانين التجارية الصينية بما معناه تنص على "افعل ما شئت ما دمت استطعت أن تفعل" وهذا أدى إلى اتفاق هذه الشركات مع العمالة لصناعة منتجاتها فى الصين وإعطائها أجرا معينا يرضى به العامل والشركة والمصنع المنتج لتجنب أخطار المنافسة، وبالتالى تزيد العمالة الصينية وتزيد شهرتها بأنها أرخص عمالة فى العالم. قبل أعوام كثيرة كانت الصين واليابان ودول أخرى تعانى من فقر فى جميع المجالات، وكانت تتمنى يوما من الأيام أن نصل لمستوى التقدم فى مصر الآن أصبحت هذه الدول اليوم من أكبر الدول تقدما.

إننا يجب أن نهتم بالصناعة المصرية من قبل الدولة والصانع والمستهلك، ويجب أن نعرف أين نقف وماذا نريد أن نبقى والوقت اللازم لذلك، بالإضافة إلى الاستقرار والبعد عن المطامع والمصالح الشخصية من أجل مصر ولا مانع أن نأخذ بتجارب الدول الصناعية الكبرى ونستعين بخبراتها ونطبقها ونهتم بجودة المنتج المصرى، حيث إننا قادرون على ذلك حتى نصل إلى ألا نشترى سوى المنتج المكتوب عليه "صنع فى مصر".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;