"السن ليس ما بلغه أحدنا، بل هو ما يشعر به"، هذه مقولة "جابرييل جارثيا ماركيث"، بالفعل، العمل ما هو إلا إحساس، فلا يهم كم هو عُمْرك في بطاقتك الشخصية، فكثير من الناس ينتقدون الشخص الذي يفعل ما يشعر به، حتى لو كان غير مُتناسب مع عُمْره من وجهة نظرهم، ويتناسون أن إحساسه هو الذي يحكمه.
فما المانع من أن تجري وتلهو، طالما أنك شعرت بالرغبة في ذلك، وما المشكلة في أن ترتدي ما يحلو لك، طالما أنك لازلت محتفظًا برشاقتك وجمالك، وماذا يُضير الغير لو أنك عشت قصة حب، حتى لو كان مع طرف غير مناسب لك من وجهة نظر الآخرين، طالما أنك وجدت نفسك معه، ولِمَ لا تسافر في كل أنحاء العالم وتطالعه، طالما أنك تملك ما يؤهلك لذلك، ولماذا لا تتصرف على طبيعتك وتنشر الفكاهة فيمن حولك، دون التقيد بمظاهر شكلية فارغة؟
فصدقوني، الحياة لا تُقاس بالأيام والأسابيع والشهور، وإنما تُقاس بإحساسك بها، فطالما أنك تملك ان تعيش، ولديك الرغبة في أن تعيش، ونجحت في الحفاظ على نفسك وعلى صحتك، وعلى مظهرك، والأهم على نقاء قلبك، واتزان عقلك.
فلا تُعْطِ أذنك لمن ينتقدك، فهو يفعل ذلك؛ لأنه ليس لديه القدرة أن يفعل مثلك، إما لأن إحساسه ليس مثل إحساسك، أو لأنه لم يستطع الحفاظ على نفسه، مثلما أنت حافظت على نفسك، أو لأسباب أخرى كثيرة تخصه.
فلو أردت أن تعيش، لا تهتم بنقد الآخرين، فهم يهيمون عشقًا في النقد والنميمة، وعندما يفتقرون إلى شيء يُشوهونه، فهذه هي طبائعهم، فلا تركن إليهم، ولا تعبأ بهم، ولا تستسلم لأهوائهم، واترك نفسك لما تهواه، طالما أنك تملك الإحساس والإرادة والإمكانيات، وطالما أنك لا تضر بالآخرين.
وأكم من أشخاص كانوا في ريعان شبابهم، وكانت لديهم قلوب عاجزة، جعلتهم يبدون شكلاً وعمرًا في سن الكُهولة، وكم من كبار السن، لم يثبت عمرهم الحقيقي إلا في بطاقاتهم الشخصية فقط، أما في الواقع، فكانوا عُنوانًا للشباب والصبا.
ولك الخيار في ذلك، إما أن تظل شابًا على الدوام، أو تصل لسن الكهولة، وأنت في عز الشباب، فعُمْرك من صنع قرارك.
بقلم د./ داليا مجدي عبد الغني