هانى محمد مهنى يكتب: زمان وأيام زمان

أحياناً كثيرة أحن إلى الماضى الجميل وأتذكر أياماً عشتها وعاشها الكثير من أبناء جيلى اعتبرناها من أجمل أيام حياتنا.

لست ممن يقدسون الماضى ويعتبرونه لا بعده ولا قبله فليس فى نيتى أن أعقد مقارنة بين أجيال قديمة وأخرى حديثة، لكنى تذكرت أشياء جميلة كانت موجودة واندثرت اليوم، تذكرت الهدوء والبساطة وسلاسة الحياة بعيداً عن الضجيج والصعوبة والرتابة، تذكرت الاحترام والأدب وتقدير الكبير وتوقيره والعطف على الصغير واحتضانه وبراءة الأطفال وبساطتهم فى المأكل والملبس والألعاب وحتى الأحلام.

إن الحياة عبرة لمن يعتبر ودرس لمن أراد أن يتعلم فمن ليس له ماضى ليس له حاضر ولن يكون له مستقبل.

لقد كانت الحياة منذ زمن ليس ببعيد فى السبعينات حينما ولدت وبعدها حينما نشأت وتعلمت مختلفة تماماً ولها طبيعة خاصة تغيرت وتغيرت أنماطها اليوم، لست عجوزا طاعنا فى السن ولست شاباً فى مقتبل العمر، لكنى من المحظوظين الذين عاصروا زمانين مختلفين، الزمن الماضى بكل ما فيه والزمن الحاضر الذى نعيشه اليوم، طفولة ومراهقة فى الماضى ونضج واتزان فى الحاضر.

أدركت الماضى وعشت الزمن الهادئ البسيط الجميل بطابعه الخاص الذى لا يدركه أو يعرفه إلا من عاشه، وأدركت الحاضر بكل ما فيه من تقدم وتكنولوجيا وإنترنت وميكنة وتشييد وبناء.

لقد كان الناس فى الماضى القريب أكثر هدوءا وأقل عصبية وتوتر فقد كانت حياتهم حتى وإن بدت صعبة فهى بسيطة وهم راضين بما فيها، شاكرين الله على نعمه.

تميزت حياة الناس فى الماضى بالاعتماد على أيديهم فى أغلب أعمالهم لذا انتشرت الحرف والمهن اليدوية التى أنتجت لنا التحف والأعمال الجميلة فكان الإتقان والمهارة والفن والإبداع، وكان الفلاح أيضاً يعتمد على يديه فى الحقل ويعتمد على نفسه بشكل أساسى فكانت صحته أفضل وأقوى وانعكس ذلك على طبيعة نظامه الغذائى الذى كان يعتمد بشكل أساسى على الدهون وغيرها من الأكلات التى تمده بالطاقة والقوة.

لقد كان الناس فى الماضى القريب أكثر حرصاً على تعليم أبنائهم الاحترام والأدب والرجولة والنخوة والشهامة فقد كانت كلمة ،،عيب،، هى معيار للامتناع عن كل ما هو محرم وغير أصيل وكانت رادعا لكل من تسول له نفسه ارتكاب جرم ما أو خطأ ما فيكفيه أن يوصم بعدم الاحترام ويلاحقه الخزى والعار أينما كان.

كل هذه الصفات الجميلة والسمات النبيلة التى افتقدناها كانت ولا تزال من أجمل ذكرياتى عن الماضى وطبيعى كان هناك عددا من السلبيات والمشكلات الخاصة بهذا الزمن لكن تظل الإيجابيات والميزات هى الأغلب فى هذا الزمان وخصوصاً من الناحية المعنوية والأدبية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;