محمود مرغنى موسى يكتب: الفيل الأبيض

غابة نائية فى بلد ألواق الواق لا عشق فيها ولا أشواق! لا طب فيها ولا ترياق! قرود وأفاعى وأرانب برية تتسلق تتعلق تتخفى فى كل مضيق وزقاق! وثعالب ماكرة تتحين تتملق فى كل دهاء ونفاق! يقتات البعض على الأخر تلك الأرزاق فى شرع الغابة كل الأمر مباح يعلق عصفور فم التمساح يفتك أسد بظباء حيرى فى لمح البرق إذا لاح وإذ الأفيال إذا شاخت أشاحت عن وجه الأرض إلى أرض براح راحت نحو سبيل الموت طواعية دون الإلحاح لا تنتظر مواكب أو عربات مدافع أو نقالة صارت إلى الحتف لا محالة فى تؤدة أو عجالة إلا فيلا أبيض يرفض أن ينصاع يأبى السير مع الاتباع يبحث عن مخرج ظنا أن نواميس الكون تباع يهرول يمشى يتبختر! يضرب وجه الأرض على أديم الأرض بفعل يتأثر وقبل النشر ويوم الحشر فى اليوم الثالث عشر ذهب الفيل من كان يهرول قد مات! ماتت كل الحيوانات؟ من زمن ولى أو فات لم يبق منها غير رفات! إلا ثعلب أو اثنين بقيا حيين! يقتنصان دجاج القوم تحت نعيق غراب البين؟!