سنوات وسنوات ونحن نعشق فيهم مصداقيتهم سنوات وعهود وعهود ونحن نتغزل فى تقدمهم قرون طويله ونحن نسعى للوصول إليهم من يتفوق فى بلادنا نُرسله إليهم من يبتكر فى كلياتنا يحظى بشرف المنحة حتى لو كانت زيارة المكافأة لنا زيارتهم النجاح لنا مقابلتهم التفوق لنا العمل فى رحابهم وكل هذا ليس فقط لعلمهم الوافر ولكن فقط لمصداقيتهم.
كنا دائماً نتحدث عن المقوله الشهيرة ( لولا أننى اعلم أنى فى البلاد التى أباحت الزنا والخمر لقلت إنى فى بلاد المسلمين ) هكذا عرفناهم هكذا فهمناهم كان الخبر من جريدتهم هو الحقيقه بعينها هو المقياس لنا هو ما نبنى عليه أخبارنا هو شهادتنا بمصداقية الخبر.. أفلامهم تغزو أسواقنا أغانيهم نعشقها عشقاً تقدمهم حلم نحلم بالوصول إليه نعرف عنهم بساطتهم ونعشق فيهم أنهم لا يكذبون، ولكن فجأة بدأت الأحوال تتبدل والمصداقية تقل والأخبار تتقاذفها الأمواج ويُطعن فى صحتها ومُتشكك فى صدقها ومصادرها تقع بين شيئين إما مصدر مُجهل أو مصدر غير أمين وليس ذو ثقة وهكذا تخسر الجريدة مصداقيتها والأكثر والأبشع أنها تخسر تاريخها فصناعة الخبر للقارئ هى صناعة التاريخ للجريدة ففى لحظات تخسر كل شىء فهى تخسر القارئ وتخسر المصداقية وتخسر التاريخ ولكنى أيضا لا يهمنى أن اكتب تاريخ الغرب الصحفى ولكنى فقط أبحث عن هذا اللغز الذى جعل المحترم يخرج عن وقاره وجعل الصادق يفقد مصداقيته فقد كنا دائماً نتغنى باللوبى اليهودى وقوته وسيطرته على الإعلام الغربى والاقتصاد الغربى والانتخابات الغربية وسيطر على كُل شىء وهنا يكون السؤال هل هذا هو اللوبى اليهودى؟ أو هناك لوبى آخر جديد أصبح يتحكم فى الإعلام الغربى ؟ وهل هذا اللوبى هو صنيعة قوته أو صنيعة الغرب نفسه ؟ هل هذا اللوبى كان موجود من قبل أو هو وليد المرحلة ؟ هل له جذور أو هو نبت شيطانى؟.
أسئلة كثيرة تدور فى خُلدى لا أجد لها إجابات وحتى لو وجدت لها إجابة لا أصدق أن كل الدول العربية فشلت فى صناعة لوبى عربى ينافس اللوبى اليهودى وينجح فصيل تافه فى صناعة لوبى يوجه الإعلام الغربى لصالحه وأعود بتفكيرى لأسأل نفسى هل من الممكن أن يكون هذا التوجه هو غربى فقط ولا يد للإخوان فيه وأقول هذا ممكن ولكنى لازلت لا أفهم ولا أستوعب ولا اُجزم من أين هذا التوجيه لأن لكل حادث حديث ولكل سؤال إجابة فلو هو الغرب فهذا تعامل ولو هم الإخوان فهذا تعامل أخر قوة الغرب فى صناعة جواسيس وعملاء فى داخل الدوله ومن السهل كشفهم ولكن قوة الإخوان فى وجود عملائهم داخل مصر ومن الصعب كشفهم على الأقل مؤقتاً فهم فى كل مكان ومتلونون وخلايا نائمة وفى مناصب عُليا يحركون كل شىء ولا يُظهرون أى شىء يُفسدون كُل نجاح وتشعر أنهم يشاركونك النجاح يتركونك تهوى وتشعر انهم طوق النجاة معهم تشعر انك تكسب وأنت تخسر كل شىء وهنا السؤال الأخطر والذى لا أجد له إجابة من الذى يمد الغرب بالأخبار السلبية من الذى يمدهم بالأخبار التى تحدث البلبلة ولكن الأصعب والأخطر والأغرب أن إعلام الدولة أو إعلامنا الداخلى يُحدثنا نحن ويلوم علينا نحن ويقلل من سماعنا لأخبارهم وهو لا يتحرك ولا يتحدث بلغة الغرب ولا يرد على الغرب ولا يمد الغرب بالمعلومات الصحيحة ويكتفى فقط بشتيمة الغرب وهكذا يخسر الغرب ونخسر نحن ولكننا نتمنى إلا يخسر الغرب ولا نخسر نحن أو يخسر الغرب ولا نخسر نحن هل نعترف اننا شاركناهم الخطأ هل نعترف أننا لا نواكب العصر هل نعترف أننا نخسر فقط؟ هل نعترف أننا نُدافع فقط ؟ هل نعترف أننا لا نواجه أهل الشر بل الكارثة أننا نواجه بعضنا البعض.