هل تذكرون العبارة الشهيرة، التي قالها النجم الراحل "أحمد زكي" في فيلم (اضحك الصورة تطلع حلوة): "كل واحد بيحب يشوف صورته جميلة، الوحش عايز يشوف صورته حلوة، والحلوة عايزة تشوف نفسها أحلى، والملك عايز يشوف صورته حلوة، وخدام الملك عايز يشوف صورته حلوة"، لو ركزنا في مغزى هذه العبارة التي كتبها الكاتب الكبير "وحيد حامد"، تدل على أن كل إنسان بيحب يشوف صورته حلوة، هلى ركزتم في كلمة "صورته"، والسؤال الذي أطرحه الآن، لماذ نبحث عن الصورة الحلوة، ولا نحاول أن نجعل الأصل هو الحلو، فكلنا نتجمل؛ لكي تبدو صورتنا جميلة في عيون الآخرين، سواء التجمل باللسان والكلام المعسول، أو بالتجمل المظهري بالأناقة وأدوات التجميل، أو غيرها من مظاهر وصور التجمل؛ لكي نكسب حب وود واحترام من حولنا، ولكن أين الجمال الداخلي، أين التجميل النفسي الذي يعكس الروح الجميلة.
فروحك الجميلة ليست مرتبطة بكلامك المعسول، وخفة ظلك فقط، ولكنها تكمن في مصارحتك لنفسك، ومُحاولة تقويم سلوكك ، ورغبتك في إرضاء أحبائك، وفي تباسطك مع الآخرين، وفي اكتسابك لصفات جيدة وجميلة، تجعل نفسك أقرب للنبل والسمو، فصورتك هي مجرد رسم خارجي، لا ينطق مهما كانت جميلة، أما الأصل فهو الروح واللسان والجسد، يحتاج دائمًا إلى تجميل، فحاول أن تجعل نفسك جميلة ببساطتها ورُقيها، ورقتها، وخيالها، وعُمقها، فالروح إذا امتلأت جمالاً، فهي بلاشك ستسبغ جمالها على كل من حولها، فإذا كانت روحك جميلة، ستكسب حب من حولك، والأهم أنك ستجدهم لا يستطيعون بعادًا عنك، لأن صفاتك ستملأ عليهم حياتهم، وأفكارك ستجول دائمُا في خاطرهم، ومشاعرك ستُدفئ بُرودتهم، ونصائحك ستسكن روعهم.
فكما نبحث عن صُورتنا الجميلة؛ لكي نضعها كخلفية على برامج السوشيال ميديا، ولكي نعلقها على الحائط، وعلى أغلفة الصحف والمجلات، فعلينا أن نبحث عن الأصل والروح الجميلة؛ حتى نضعها ونعلقها، وننشرها في قلوب من حولنا.