قالوا.. مُفارق..
قلتْ.. كيف يفارقُ من كان القلبُ .. دارهُ
يسرى فى الشريانِ عشقُه.. والعيونُ أوطانُه
وإن كان به علَةُ .. أو خطبُ أصابَه
قلتُ عنه الآه.. وأوجعتنى آلامُه
ولو تبسمَ ثغرُه ..تفتحَت فى القلبِ أزهارُه
***
قالوا .. فراقُ .. وبعادُ ..
قلتُ... إن باعَدت بيننا المسافاتُ
قمرُ الليلِ يجمعُنا.. ونجومُ السموات
والأرضُ على اتساعِها.. روضةُ وجناتُ
نلهو ونلعبُ..شمسُ دافئةُ.. ونسماتُ
أمواجُ.. وشواطئُ.. ورودُ ..وذكريات
***
قالوا .. إنه الموتُ ..وليس فراقًا ولقاءً ..
أثارُوا فى القلبِ بركاناً .واهتزتُ الأعماقُ
هذا فراقُ وداعِ .. ليس له ترياقُ
رجفةُ بالأوصالِ ..وبالقلبِ إخفاقُ
اهتزَت الأفكارُ .. وغابَت فى الأفاقِ
والعينُ بها ثقلُ ... والدمعُ رقراقُ
صَمْتُ برهةً ..باكيا .. ثم تبسمْتُ بإشراقٍ
***
قالوا .. ما بك ..هذيانُ أصابكَ ..أم بك دوارُ
قلتُ .. إن كانت الأرضُ للفناءِ دار..
وللمحبين قبلةُ .. وفيها القلوبُ خَضارُ
ففى سماءِ الكونِ .. لقاءُ الأحبةِ حارُ
والأبدانُ سجنُ للأرواحِ ..يطلقُها الجبارُ
والموتُ غايةُ تجمعُنا ...والآخرةُ دارُ قرار
وهذا ليس فراقاً .. بل ..للعشاقِ موعدُ ولقاء