حقيقى إن هناك حالة من الغضب الشعبى حول إعلامنا، وحالة من عدم الرضا تجاه ما يُقدم وما يتم تداوله على شاشات الفضائيات من برامج لا هدف لها سوى الإثارة والمُشادات بين الأشخاص .
الرأى العام فى مصر يصنعه الإعلام بشكل أساسى، والإعلام هو الذى يُوجه الشعب نحو طريق بعينه قد ترغب الدولة فى سلكه فى مرحلة ما تمر بها.
أتذكر قُبيل ثورة يناير دأب الإعلام حديثاً عن شخصين فقط وعن تشاجرهما سوياً لمدة عامين كاملين، وكأن مصر وقتها ليس بها أياً من المُشكلات سوى تشاجُر هذين الشخصين فقط، والفضائيات والصحافة لا حدث لهم ولا حديث إلا عن تصريحات هذين الشخصين والتراشق بالسُباب، ونتسأل دوماً ما الذى استفاده الوطن من تشاجر هذين الشخصين؟
مشكلات مصر أولى بكثير لتَشغل مساحات الإعلام ويُشغل بها فكر أبنائها، لنضع أيدينا على الحلول إنقاذاً لهذا الوطن من المشكلات التى تؤرق مؤسساته ويُعانى منها شعبنا بمُختلف فئاته وطوائفه.
مصر أكبر من أشخاص تتشاجر، مصر أكبر من سقطات إعلامية تُغيب أكثر ما تُقظ، لنتجه سوياً نحو مشكلات بلدنا لنقضى عليها، وبعدها نعرض إعلاماً يُرفه لا يسُب ويتشاجر.
الإعلام الذى يهتم بالابتكارات والإنجازات هو السفينة التى ستنجو بهذا الوطن فى زمنٍ قادمٍ ليس به أفضلية سوى لمن يمتلك اختراعات وعلماً حديثاً، فلاحقاً الدول التى لن تمتلك الاختراعات والاختراعات المُضادة فلن يكون لها مكان على خريطة العالم الكبيرة وستُصبح ولاية لمن يمتلك العلم والاختراع، ليفق إعلامنا وليكن حجر أساس نستند عليه فى نهضتنا.