سوزان بدوى يكتب: رمضان مابين متعة التخزين واحتياجات غير القادرين

فى مناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، كل عام ومصر كلها بخير وعزة وسلام، أول ما يفكر به كل بيت مصرى فى هذه الأيام هو تموين هذا الشهر الكريم من مواد غذائية، وهذا واقع لم ولن يتغير.

كلنا هذه الأسرة التى تحرص على تواجد جميع السلع الغذائية بالبيت لشهر رمضان وقبل استقبال أول أيامه، ومن هذه السلع ماهو لزوم استخدام البيت فى الإفطار والسحور وما بينهما، مع تحابيش أخرى كالمكسرات والياميش والمخللات وغيرها.

ومنها ما يستخدم فى أعمال الخير من شنط أو كراتين رمضان أو حتى موائد الرحمن، إلى جانب العزائم والولائم التى تجمع أفراد العائلة، وكلها عادات نشأ عليها الشعب المصرى ولا غنى له عنها وكلنا يعرف ذلك ويتبعه.

لذا فإن الحديث عن الترشيد أو عدم التهافت على الشراء لتوافر كل شيء بصفة يومية بالإضافة إلى أن الأسعار تتجه إلى الاعتدال بعد مرور العشرة أيام الأولى من شهر رمضان هو مضيعة للوقت ولن يلتزم به أحد وأنا ممن لا ولن يلتزموا. لسبب بسيط هو أننا نشعر بالراحة والمتعة والسعادة حين تتواجد كل احتياجتنا فى أدراج المطبخ وضلفه وفى الثلاجة والفريزر لتكون فى متناول أيدينا فى أى لحظة حتى وإن كان تحت بيتنا سوبر ماركت يمكن لنا أن نحصل منه على احتياجاتنا يوماً بيوم، ومن هنا لن أطالب أحداً أن يحرم نفسه هذه المتعة، وبالطبع هذا الحديث عمن لديهم القدرة المادية للحصول على متعة التخزين، أما عن محدودى الدخل فكل ما يهمهم هو الحصول على احتياجاتهم اليومية المحدودة بأرخص الأسعار، وهؤلاء لا يشعر بهم التجار ولا تراعيهم شركات المواد الغذائية التى تتجه إلى سعار رفع الأسعار بغية زيادة الأرباح بكل جشع وخسة وفى النهاية يصبح محدود الدخل مسئولية الدولة، ويكون عليها توفير احتياجاته بأقل الأسعار، وهنا يبدأ حديثنا فأقول أنه ولأول مرة وبكل صدق وبعين الإنصاف التى ترى سيارات السلع الغذائية واللحوم والدواجن التابعة لوزارة التموين والقوات المسلحة تجوب الشوارع بالإضافة إلى المنافذ والجمعيات الاستهلاكية التى تتوافر فيها كافة السلع دون استثناء بأقل الأسعار وبأعلى جودة، أقول أنه ولأول مرة منذ عام ١٩٥٢ يحصل الفقراء ومحدودى الدخل على سلع ممتازة تقر أعينهم وتسرهم وتشعرهم أنهم من بنى آدم الذين يحق لهم الحصول على سلعٍ نظيفة ومغلفة أحسن تغليف ومنها اللحوم والدواجن والأرز والياميش والمكسرات لأول مرة فى عبوة بلاستيكية محترمة بسعر ١٥ جنيهاً لكل نوع، وأنا هنا لا أردد ما يردده مسئولو وزارة التموين دون أن أتأكد من ذلك وأراه بنفسى رؤيا العين بل وأشترى لبيتى من إحدى هذه الجمعيات كيلو اللحم الأحمر الطازج ذبح اليوم بسعر خمسين جنيهاً ليغلفها لى الجزار منظمة فى طبق من الفوم تغليفاً فاخراً حتى أننى ظننت أننى أقف عند أحد جزارى الأحياء الراقية والذين يبيعون كيلو اللحم بمائة جنيه فيدللون الزبون أو يضللونه بهذا التغليف، بالإضافة إلى وجود اللحم المجمد الفاخر أيضاً بسعر ٣٧ جنيهاً للكيلو والدواجن بسعر ٢٠ جنيهاً للكيلو، وأوراك الدواجن بسعر 9.5 جنيه للكيلو وكيس الأرز بسعر 4.5 جنيه للكيلو، وكيس المكرونة بسعر 1.5 جنيه أو جنيهين، كل هذا بالإضافة إلى سلع البطاقة التموينية وفارق نقاط الخبز تلك المنظومة الرائعة على طريق العدالة الاجتماعية ليحصل من خلالها الفقير على كل ما يشتهيه دون مقابل إلا أنه وفر فى استهلاكه لمخصص الخبز الذى يفوق احتياجاته، ومن هنا أقول لكل من يولول بسبب ارتفاع الأسعار وكل من يشير ڤيديو عراك واشتباكات عروض أحد المولات على مواقع التواصل اذهب إلى أحد منافذ وزارة التموين أو القوات المسلحة تجد ما يسرك وتعرف وتتيقن أن الله سبحانه وتعالى حبانا رئيساً يشعر بمسئولياته نحو شعبه الذى ولاه الله أمره وأنه يسعى بكل إخلاص ويعمل بكل دأب ليقوم بدوره نحوه رغم كل الصعوبات والعراقيل والمعوقات وأنه عندما يردد تحيا مصر يرددها بقلب وعزيمة من يكد لتحيا- وتحيا مصر- وكل عام ومصر ونحن معها بخير وعزة وسلام.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;