تعلم دائمًا أن تكون أنت الأفضل، والأفضلية هنا لا ترتبط فقط بالتميز في المستوى الاجتماعي، أو الوصول إلى القمة، ولكن الأفضل أن تترك علامة جميلة في حياة كل من يعرفك، حتى أعداءك، دعهم دائمًا يقولون عنك أنك كنت خصمًا شريفًا، فهل تذكر البطل والمحارب "صلاح الدين الأيوبي"، عندما تنكر في زي طبيب وسط جيش الصليبيين؛ لكي يُداوي قائدهم الأعلى "ريتشارد قلب الأسد"، عندما أُصيب بسهم أثناء المعركة بين العرب والصليبيين، فهو فكر بعقلية الإنسان الرحيم، الذي لا يتهاون في تقديم أي مُساعدة، طالما أنه يملك ذلك حتى ولو كان لألدّ أعدائه.
هذه هي قمة القُوة أن يكون بداخلك طاقة نُور، تستطيع أن تمُد بها كل من حولك، فما أجمل من أن يكون قلبك منارة للمشاعر والحب، والتضحية لا تُكلفك الكثير؛ لأنها تصدر من روح وقلب صادقين، والتسامح صفة جميلة، طالما أنه صدر عن شخص قادر على الانتقام، ولكنه آثر العفو، وغلّب روح التسامح على شهوة الانتقام.
فأي سلوك تأتِ به، ولو في غير موضعه، يجعلك أنت الأفضل، حتى ولو لم يكن أمام من حولك، فيكفي أنك الأفضل في قرارة نفسك، وبالقطع لن تسْلم من الكلمات والأفكار الجارحة، التي ستصفك بالضعف، والتخاذل، والاستسلام، وغيرها من الصفات التي ستهدم سُلوكياتك النبيلة، وروحك الطاهرة، ولكن لا تبالي، فهم لن يمتدحونك، إلا إذا كانت تصرفاتك ستصب في مصلحتهم، ولن يرونك إلا إذا احتاجوا إليك.
فلا تترك العنان لآذانك لكي تسمع آراءهم فيك، فاكتفِ بأن ترفع لنفسك الشابووه، كلما وقفت أمام المرآة، واكتفِ أيضًا بأن تبتسم بسخرية عندما تسمع آراءهم القاصرة فيك، وقل دائمًا لنفسك، يكفيني أنني نقي من داخلي، وأملك ما لا يملكونه، وهو القلب الطاهر، والقُدرة على التراحم، والعفو عند المقدرة، والأهم عدم الإساءة إليهم، مهما أساءوا لي، فهنا ستكون أنت الأفضل بلا مُنافس.