فى افتتاح المؤتمر العاشر لحركة النهضة التونسية، وبحضور الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى، أعلن راشد الغنوشى زعيم الحركة فصل العمل السياسى عن الدعوى، واعتبر البعض أن هذه بداية جديدة ومراجعة حقيقية للحركة بعد تقييم الفترة السابقة ولها ما يبررها من ظروف داخلية وخارجية، وتتماشى مع الدستور التونسى الذى يمنع الجمع بين العمل السياسى والدعوى والاجتماعى، وهى خطوة للاقتراب أكثر من الناخب التونسى لكسب تأييده.
ولكن على الجانب الآخر يرى البعض أن هذه الخطوة لن تغير شيئا وما هى إلا مناورة سياسية لكسب الوقت وتخفيف الضغوط الحالية على هذا النموذج الممثل للإسلام السياسى، والذى أدى إلى مصير سيىء متمثل فى جماعة الإخوان المسلمين فى مصر التى تعانى الفشل والسقوط والانقسامات، مما أدى لابتعاد حركة النهضة الظاهر عنها وإن كان هذا الابتعاد ليس برغبة حرة، وإنما هو انفصال غير إرادى ( كطلاق المكره)، ولكن فى النهاية سينتظر من يريد التأكد من نجاح التجربة لبعض الوقت حتى يتمكن من تحديد اتجاه هذه الخطوة لحركة النهضة وهل هى مراجعة أم مناورة سياسية؟.