أسبوع أو أكثر بقليل وتبدأ الإجازة الصيفية، ومن الملاحظ دائمًا أننا نربطها بالفراغ والتبطل واللاعمل، هذه العطلة تعلمنا منذ سنوات الدراسة الأولى أن ننتظرها بفارغ الصبر، دائمًا تمثل لنا "وقت ميت" لا ننتج فيه شيئا، ليتنا نتعلم أن العطلة هى فترة للتكوين الذاتى الحر، ليتنا نقرأ فيها ما لم نستطع أن نقرأه خلال الموسم الدراسى، بذلك يمكن أن تصير العطلة فرصة لتفجير قدراتنا ومواهبنا المختلفة.
وجذورها فى التاريخ ترجع وقتما وجد الإنسان نفسه فى المجتمع الصناعى، خاضعًا للعمل، ولساعات طوال، فصار بسبب ذلك، ينتظر بفارغ الصبر فصل الصيف، حيث تتاح له فرصة الهروب من العمل، والتحرر من قيوده والتزاماته، قبل أن يمسخ إلى حشرة ضئيلة كتلك التى تحدث عنها "كافكا" فى روايته المسخ.
كما أن أفضل فترة لتأهيل الطفل لتعلم القراءة هو خلال الإجازة الصيفية، على أن يكون ذلك بشكل تدريجى، ودون أن يدرك الطفل أنه يذاكر، حتى لا يشعر بالملل.
وعودة على ذى بدء ليتنا نجمع فى هذه العطلة عناوين الكتب التى لم نستطع قراءتها خلال الموسم الدراسى، ونقرأها خلال هذه العطلة حبًا وشغفا، وليس إلزاما كما هو حال المقررات الدراسية، أكيد أننا لم نكن لنصير على ما نحن عليه اليوم لو فعلنا ذلك .