حل الظلام وارتفعت الأصوات فأصبح خائفًا جدا. ماذا يفعل؟ هو لا يعلم أصبحت الاتجاهات غير معلومة والزمان وكأنه توقف. أخد يتحسس الطرقات فقابله رجل كبير عملاق لم يستطع رؤية وجهه فالمكان مظلم. فقال له الرجل ما بك؟جسدك يرتجف. ممَّا تخاف ؟ فقال له محمد إنه الظلام فى كل مكان والأصوات عالية هى مخيفة وأنا لا أرى شيئًا. فقال الرجل فى نفسه:(لا ترى شيئًا؟) تعجب الرجل من محمد كيف لا يرى كل هذا النور؟ وفجأة أرتفع صوت الرجل مستغيثا فقد رأى فأر عملاق طوله متران قادم نحوه من بعيد. فقال له محمد:لا تخف إنه فأر صغير كيف تراه أنت كبير. فقال له الرجل إنه عملاق إبعده عنى إنجدنى يا محمد. قال محمد:لا تخف إنه صغير لا وجود لفئران بهذا الحجم أبدًا لا تخف. كيف تراه كبير هكذا؟ فأجابه:كما ترى أنت الظلام وتسمع الأصوات فهى لا وجود لها. فهذا نور الشمس يملأ المكان وتلك أصوات العصافير تغرد فرحه. أنظر يا محمد للشمس وشاهد كيف تملأ الكون بالأشعة الذهبية وتحرر من مخاوف عقلك إنك تستطيع السير بحرية نحو ذلك القصر لتملكه،لا وجود للظلام إلا فى عقلك،كل مخاوفك سراب لا وجود لها. يا محمد تحرر من سجن الظلام الذى تعيش فيه وأنظر للواقع بنظرة مختلفة. وفجأة بدأ يظهر النور لمحمد وتلك الأصوات المخيفة اختفت.
وعَلِمَ محمد أن مخاوفه سيطرت عليه حتى سجنته فى هذا الظلام ومنعته طيلة الفترة الماضية من الوصول للمعالى. فلا تجعل مخاوفك تسيطر عليك. تحرر الآن من الظلام لنبنى مستقبل أفضل.