وتسقط الفَراشة التى هزّت قلوب البشر فرحاً وأملاً حلم البطل.. الأعظم.. تسكت نهائياً بلا رَفرفة جناح.. ولادَندنة نغم.. تهوى للأبد فى حَلبة الدنيا..!
محمد على كلاى أسطورة حَيْاة.. عَظمة إنسانيّة فى كُلّ خُطاه أثراً وإيثاراً..!
يرقص.. يطير.. فَراشة تحلّق فى قمّة الرَشاقة والحَيْويّة.. تسمو.. وتعلو رُقيّا فى كُلّ مَسارات حَيْواتها..
كُلّنا نَعرف أنها تَلدغ على حَلبة مُنافسات المُلاكمة.. فتسقط الأبطال.. وتصرع مفتولى العضلات.. ويصفّق العالم.. ويحصى البطولات.. ويوثق الهزائم.. ويلعب بمشاعر البَشر.. وروح البطولة.. وحَيْوانية العنف.. وصراع النزف.. !
ويصنعون الإسطورة الرياضيّة.. ولكنه رحمه الله.. صنع بعون الربّ أسطورة وعَظمة أخرى.. لم يرها الكثيرون إلا بَعد أن نشر سيرته الذاتيّة فى كِتابه ( روح الفراشة) وتناول سيرته الذاتيّة.. وبطولاته الكُبرى فى عَالم الإنسانيّة.. لمن لايعرفه..
كم كان عظيما ً ورائعا.. وهو يصارع مَرض الشلل الرّعاش.. فيقول :
ـ أصعب معركة لى كانت مع مَرضى..!
ويتساءل البَطل الأعظم فى فيض إنسانيته.. المَخلوق الضعيف:
ـ هل سأصلى..؟
هل سأواصل صلاتى..؟
وأحتفظ بإيمانى.. الله يختبر العُظماء..!
كِلاىّ الإنسان الذى لم يَعرفه أحد..
الإسطورة العِملاق.. الذى يَحفظه العالم كُلّه.. من حصل على بطولة العالم فى الثانيّة والعِشرين من عُمره.. 15 فوزا بالضربة القاضيّة من 19 فوزا.. فى تاريخ منافساته فى رياضة المُلاكمة..!
وكلاى حديث العالم.. من يختلف أو يوافق ديانته الإسلاميّة.. جلّ وكُلّ أمنيّته.. ماهى..؟
حلمه الأبدى.. يتمنّى من الله عزّ وجلّ أن يَلتقى بالنبىّ محمد صلى الله عليه وسلم..!
كِلاى الإنسان الذى لم يعرفه أحد..
يأبى العُنصريّة.. وينبذ التمييز على أساس اللون.. ويقف ضد أمريكا فى حَربها مع فيتنام.. يرفض التجنيد رغم التهديد والوعيد من أسد العالم أمريكا.. وأيضا ً الترغيب والإغراء بالعديد والمتنوع من المناصب.. وغيّره
كِلاى الإنسان الذى لم يَعرفه أحد..
يرحّب بسحب بطولة العالم مِنه ويرفض الاشتراك مع الجيش الأمريكى.. وقتل الأبرياء فى حرب فيتنام.. لأن دينه الإسلامى رسالة رحمة وعفو وتسامح ومغفرة.. عالم بناء.. لا هدم وقتل بدون ذنب.. والعبث بأرواح البشر..!
كِلاى الإنسان الذى لم يعرفه أحد..
يتساءل وذاته.. يتأمّل فى أيّامه.. ويدفعنا للإمعان فى سطوره:
ـ سأكون فخورا ً بحيْاتى اليوم إذا لم أستيقظ غدا ً..!
إننى أحاول ببساطة أن أجعل الآخرين سعداء..
وأن أدخل الجنّة..!
كِلاى الإنسان الذى لم يعرفه أحد..
يخلف أيّامه عَونا ً للفقراء.. حاجةً للمساكين.. ساعدا ً للفقراء.. فيتبرّع بقصره.. ويحوّله لمجمع تعليمى.. ويوصى بتدريس القرآن الكريم..
كِلاى الإنسان الذى لم يعرفه أحد..
يحبّ الجميع بروح إنسانيّة مطلقة.. عظيمة.. فهو القائل:
ـ الأنهار والبحيْرات تكون لها أسماء مختلفة.. وجميعها يحتوى على الحقيقة..
أى حقيقة واحدة..!
كِلاى الإنسان الذى لم يعرفه أحد..
يعيش الحياة نوراً وهّاجاً.. ويحيْا يومه مؤمناً برضى الربّ.. ووجوده ينشد إسعاد البشر ويقول:
ـ الديك يصيح فقط حين يَرى النور..
ضعوه فى غرفة مُظلمة فلن يؤذّن..!
وأنا أرى النور.. أنا أصيح وأؤذّن..!
كِلاى الذى لم يعرفه أحد..
إيمان داخلى.. وإصرار وعزيمة على الثبات من أجل تَحقيق حلم.. يكتمل فى الروح أولاً ( روحه ) وَحده..وهدف وعقيدة تولد فى رَحم القلب ( تغلب مشاعره وأحاسيسه).. ويحتضنها العقل ( فكره).. قبيل الشروع خطوة خطوة فى تشييد بنائها.. وترسيخ بنيْانها.. فيقول :
ـ الأبطال لايُصنعون فى ساحات التدريب..!
ولكنهم يصنعون من أشياء عميقة فى داخلهم..
هى الإرادة.. والحلم.. والرؤيّة..!
كِلاى الإنسان الذى لم يعرفه أحد..
يخلد أثرا ً.. نادرا ًمايحدث فى تاريخ البشريّة سلوكاً إيمانيّا عظيماً..!
فعند الإحتفاء به فى هوليوود.. ووضع بلاطه بإسمه بجوار عُظماء العَالم على الأرض.. يرفض..!
يرفض أن يكتب إسم محمد على اسم النبى محمد صلى الله عليه وسلم على الأرض.. وبذلك يمكن أن يمرّ ويُداس عليه أحد.. !
ويصرّ على تغيير نظام العالم كُلّه فى هذا الاحتفال.. ويغدو فريد عصره بحمايْة وتقدير اسم نبيّه.. ونبىّ البشريّة أجمع.. عظيم الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم..
فيضعون البلاطه التى خلّدت إسمه على الجدار..!
رحم الله كِلاى الإنسان الذى لم يعرفه أحد..
بطلاً فى إنجازه الرياضى.. وإسطورة فى إنسانيته.. وإعجازاً فى سلوك المُسلم الحقّ..!
رحمه الله أسطورة حيْاة.. تحلّق عَظمة فى إنسانيته وإسلامه..؟
****