مصطفى أبو زيد يكتب: ازدواجية المعايير فى رمضان الخير

فى شهر رمضان الكريم نجد الكثير والكثير من المتناقضات الغريبة والمستفزة فى كثير من الأحيان حيث تجد على شاشات الفضائيات الإعلانات التى تعرض احتياج المستشفيات إلى التبرع لاستكمال الإنشاءات أو التجهيزات الخاصة بالأجهزة وكذلك اعلانات الجمعيات الأهلية المهتمة برعاية الأيتام والغارمات والتى تحث ايضا على التبرع لهم وتلك الاعلانات ماهى إلا رسالة إلى الشعب المصرى بالشعور بمعاناة الاطفال المصابين بمرض السرطان والمساهمة فى ضخ مزيد من الأموال إلى تلك المستشفيات لتوجيهها إلى المزيد من التحديث والتطوير فى نظم العلاج.

وينطبق الأمر على دور رعاية الأيتام والجمعيات والمؤسسات التى تخدم المجتمع فى توجيه الاموال التى تتلقاها من خلال تبرعات المصريين إلى القرى الاكثر احتياجا فى مصر من صرف صحى أو مياه شرب أو تطوير الوحدات الصحية وتجهيزها بالمعدات اللازمة فى الشأن الصحى أو المساعدة فى السيدات التى يواجهن عقوبة السجن بسبب المال الذى يطلق عليهن الغارمات وهذا الجانب يرسخ لمبدأ التكاتف والتلاحم والتراحم والشعور باحتياج الغير وتلك المبادئ التى يحض عليها جميع الاديان السماوية.

أما على الجانب الآخر وعلى نفس تلك الشاشات يتم عرض إعلانات ولكن من نوع آخر مثل إعلانات شركات المحمول والتى تصل تكلفتها إلى ملايين الجنيهات من تكاليف تجهيز الإعلان وأجور الفنانيين الذين ظهروا بإعلان ماذا لوكانت تلك الملايين تم توجيهها إلى تلك المستشفيات والجمعيات وتساهم فى خدمة ودعم المجتمع على المستوى الانسانى واعتقد ان شركات المحمول كانت ستفوز بتأييد وتعاطف الكثير من المصريين وفى نفس الوقت جاءت بنفس النتيجة التى تهدفها من الاعلان وهى الدعاية للشركة وفى منتجها التى تقدمه وكذلك الإعلانات التى نشاهدها يوميا بكثرة الخاصة بالتجمعات السكنية الراقية التى تضم الكثير من الخدمات والرفاهية والتى يصل فيها ثمن الوحدة إلى رقم خيالى وتلك النوعية من الاعلانات مكلفة ايضا وذلك للاستعانة بنجوم يتربعون على عرش السينما وتلك النوعية تعطيك شعورا انه ليس هناك ادنى مشكلة فى مصر وانه قد وصلنا لدرجة من الرفاهية التى تجعلنا نفكر فى امتلاك وحدة سكنية أو فيلا بها ملاعب جولف ومطاعم واعتقد ان تلك ترسل رسائل غير حميدة إلى بعض المصريين الذين يتمنون أن يظلهم 4 جدران وسقف من خشب وليس من خرسانة.

يجب أن ننمى الجانب الخير من أفعالنا ليس فى شهر رمضان الكريم فقط وإنما على مدار السنة وعلى تلك الشركات أن تخصص على الأقل جزءا من تكلفة دعايتها أن يوجه إلى الأعمال الخيرية لأنه بذلك نخلق حالة من التسامح والإخاء والتى تصل بنا إلى خلق استقرار مجتمعى يكون أحد دعائم التنمية والتقدم فى وطننا العزيز.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;