تحت وهج الشمس، ذات يوم من أيام الصيف شديدة الحرارة، رأيته يأتى مهرولا فى إثرى رغم عجزه البادى عليه وكبر سنه. يتصبب عرقا لا تكاد تحمله ساقيه من فرط الإجهاد.
قال: أرسلنى سيدى، لأبلغك برغبته فى وصل ما انقطع من الود القديم، تعجبت لقوله، وسألته بدافع فضول كاد يقتلنى، سيدك؟ وأى ودّ تتحدث عنه؟ ثم إنى لا أعرفك ولا أظن أن ذاكرتى تخوننى إلى هذا الحد؟!
قال: عافاك الله من النسيان، لكنه الزمن وحوادثه، وما أنا إلاّ رسول إليك، يحمل رسالة، لك أن تأخذ بها أو أن ترفضها .
ماذا تقصد؟ لم أفهم شيئا؟!
قال: حمّلنى سيدى، رسالة، وقد أوصلتها لك بأمانة كما ذكرها . فلا ترهقنى بتساؤلات لن تجد لها إجابات لدى
وماذا تريد الآن؟
أن تصل ما انقطع من الودّ القديم.