تعتبر ظاهرة الغش من أهم الظواهر المجتمعية، ويقصد بالغش تغيير الحقيقة والظهور بصورة مغايرة، وهناك أنواع عديدة من الغش بداية من الغش التجارى (أكثر أنواع الغش) والوظيفى والاجتماعى والثقافى، وقد حثنا ديننا الإسلامى الحنيف على عدم الغش؛ نظراً للأثار بالغة الخطورة التى يسببها الغش،
يقول المولى عزَ وجل فى سورة المطففين ( آية 1-3 ) {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينْ. الّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}، وقد ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه مر على صُبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً. فقال: «ما هذا يا صاحب الطعام؟» قال: أصابته السماء يا رسول الله. قال: «أفلا جعلته فوق الطعام كى يراه الناس؟ من غش فليس منى» وفى رواية «من غشنا فليس منا» وفى رواية «ليس منا من غشنا» [رواه مسلم].
ويعتبر الغش-بشتى أنواعه- رمزا من رموز الخلل التربوى؛ فالتربية الطيبة فى الصغر المبنية على القيم والمبادئ السليمة تخرج لنا جيلاً واعياً صالحاً ناشئاً على تعاليم ديننا الإسلامى الحنيف متمسكاً بمبادئه السمحة، ولذلك يجب على المجتمع ككل التعاون لغرس القيم التربوية السليمة فى نفوس أبنائنا بدءاً من الأسرة مروراً بالمدرسة والجامعة والمسجد ووسائل الإعلام وكافة المؤسسات الموجودة فى المجتمع؛ فالمجتمع كلٌ متكاملٌ يشد بعضه بعضاً.
إن تكاتف الجهود للتربية السليمة التى تحث على منع الغش يجب أن نوليها عناية كبيرة وفق خطة مجتمعية مرسومة بما يحقق صالح أبنائنا ومجتمعاتنا.