محمد صبرى درويش يكتب: مناطق الصراع المُستقبلية

حال هذا العالم هو التصارع بين القوى، ولا تحرك بسياسة إلا للمصالح ولا تصارع إلا للمكاسب، تتأسف الشعوب أحياناً من ويلات وضعها السياسيون نكلت بأمم ومساكن آمنة ووهبت رغد مؤقت لمن وضع الويل وأردى الإنسانية.

على أية حال مناطق الصراع الحالية هى عالمُنا العربى وما بات يُعرف بـ"الربيع العربى" والمآسى التى تغُطُ فيها بلادُنا العربية من المحيط إلى الخليج سواء بالقتل أو التشريد أو الترهيب أو مآزق الاقتصاد التى تعتصر قَوام البنيان المالى والاستثمارى لدول عالمنا العربى.

قد يطول أو يقصر الصراع الآن فى عالمنا العربى، لكن بفضل الله وما حمى به مصر من جيش قوى أبى، سيقصر أمد الصراع وسيعود للمنطقة أمنها وقوتها وصلابتها الاقتصادية من جديد.

لينتقل الصراع إلى بؤرة أخرى هامة تجاه الشرق وتحديداً «جنوب شرق آسيا»، فمن يركل كرة الاقتصاد العالمى الآن هى تلك الدول، وسينشب الصراع فى هذه الدول لتتهاوى، ويذوب اقتصادها ويأخذ غيرها الكرة ليركُلها فى شِباك من أراد، ونريدُ هنا تحديداً أن نُركز على "الصين" فاقتصادها مُستهدف وسيكون أكثر استهدافاً حينما تتغير مناطق الصراع، فميدان التحرير الصينى قد يصعب إغلاقه، وإخوان الصين قد يستحوذون على السلطة بالزيت والسكر الصينى والبط البكينى الذى سيُوزغ على الأماكن الأكثر فقراً، وسنرى الصين تتكلم بألف لغة، فالمنطقة هناك منطقة صراع دسمة، وأعتقد أن الصين تُدرك هذا وتعيه جيداً، فالشراكة القوية الآن بين مصر والصين تؤكد الجَلد فى مُواجهة الصراع الآن ولاحقاً.

فاز من فاز فى صراع "جنوب وشرق آسيا" وخسر من خسر، لينتقل الصراع بعدها إلى البؤرة الأخطر وهى «أفـريـقـيـا»، فالصراع سيتحول من صراع اقتصادى "مالى" إلى صراع اقتصادى "ثَروى"، فكل الثروات فى أفريقيا، والرابح هو من لديه مد وجذور فى هذه القارة، وبالمناسبة الصين لديها استثمارات كبيرة فى أفريقيا لو تجمعت قد تُكون ميزانيات دول، والرابح فى صراع أفريقيا سيرى الرغد من الثروات المُختلفة فى هذه القارة العملاقة.

مناطق الصراع تتحول وتتبدل، والشعوب القوية هى الصخرة التى يتحطم عليها كل صراع آثم جاء ليُحققَ مصالح الفارض دون النظر لإنسانيات الغير ومصالحه، وحينما انتصارنا نحن المصريين انتصارنا على قوى الشر وقوى الصراعات فنحن هنا نحمى تباعاً جنوب شرق آسيا ومن خلفها أفريقيا والعالم بأثره من شرور لا يعرف أحد مداها إلا الله وهو داحرُها.



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;