الكثير مننا يعيش فى الحياة بدون هدف أو تخطيط وربما لا يعلم ماذا يريد ويترك الحياة تتلاعب به كما تريد فهو لم يحــدد بعد بداية الطريق الذى يريده والذى يتمنى أن يحققه وربما بعـــد عـدة محاولات يستسلم للأمــر الواقـــع ويصبح أسير التجارب الفاشلة ويعيش فى كهف مظلم ويجلس يندم على حظه فى الحياة.
ويظل الشخص يقارن بينه وبين أخر ويجد الكثير من المبررات التى تتفق مع رأيه ويقتنـــع إن الظروف هى من وقفت أمامه ولو كان يملك حظ أكثر لحقق الهدف ولم يسقط فى الفشل فهـو لم يجتهد لكى يغير الأمــر الواقــع من خلال العمل الجاد فقد يكون الله أختار لك طريق أخر ولكن عليك الاجتهاد والتوكل على الله.
عليك أن تدرك أنه ليس المهم أن تكون البداية ناجحة فعادة تكون البداية ضعيفة وبها إخفاقات عديدة فهذا شيئاً طبيعيا ودائم الحدوث مع كل شخص يبدأ حياته ولكن المهم هو أن تكون النهاية كما خططت وحلمت بها من خلال الوصول إلى بداية الطريق وبداية النجاح ولكن حتى يتحقق لك هذا فلابد من العمل الجاد والصبر والمثابرة والاجتهاد.
لأنك يجب أن تعلم إذا لم ترسم بريشتك حياتك فسوف يرسمها لك الآخرون ففى قصة اليس فى بلاد العجائب عندما قابلت القطة وسألتها على الطريق فقالت لها أى طريق تريد أن تذهبى اليه فقالت لا اعلم فردت عليها إذاً كل الطرق تؤدى إلى هناك فإذا كنت لا تعرف الطريق ومحدد هدفك فسوف يرسمه لك الآخرون وقد يعجبك أو لا يعجبك وعادة لا يتمشى معك لأنك لم تختاره فعليك بأن تحدد هدفك وتعمل على تحقيقه من الآن.
إن أولى خطوات النجاح أن تدرك ماذا تريد لأن الإدراك هو بداية طريق النجاح فالإدراك هو القوة الحقيقية التى سوف تدفعك إلى ما تريد تحقيقه فلتنظر إلى العظماء والناجحين وكيف أدركوا ما يريدون وعملوا بكل كفاح حتى يتحقق لهم ما يريدون فقد قال صامويل جونسون (سوف أستمر بالصبر نحو هدفى وسأضع أمام عينى دائماً أن المثابرة والصبر هما من يصنعوا الأعمال العظيمة).
ولو قرأت قصص الناجحين والمخترعين لوجدت العجب فى الصبر كما فعل أديسون وأينشتاين وغيرهم وبعد ألوف المحاولات تم الوصول إلى النجاح وتم تسطير أسمائهم فى التاريخ بسطور من ذهب نتيجة أنهم أدركوا ماذا يريدون وبالتالى كانت بداية الطريق إلى النجاح.
يجب أن تطلق الرصاص على اليأس والكسل والآراء السلبية التى تحبطك وتقلل من عزيمتك وتعلم جيداً إنك أفضل مخلوق وكرمك الله بالعقل وتتأكد إنك سوف تنجح لان لكل مجتهد نصيب فإذا كنت فشلت فى أى أمر من أمور حياتك فهذا لا يعنى إنك فاشل بل هى محاولة أو محاولات فاشلة والأمر لم ينتهى.
فأنت قادر على النجاح فى المحاولات القادمة ولكن عليك أن تدرك أسباب الإخفاق حتى تتفاداها مستقبلاً.
عليك أن تعلم إن إخفاقك فى موضوع معين ليس معناه أن حياتك انتهت ولكن قد تكون بداية نجاح كبير وربما يكون وضعك أفضل مما فيه فالتفكير الجيد وإدراكك لواقع الأمر ولظروفك والإمكانيات المتاحة لك سوف تصل من خلالها إلى ما تريد وسوف تحقق أهدافك وطموحاتك.
أيها الإنسان أنت أعظم مخلوق على وجه الأرض فأعلم أنك قادر على تحقيق النجاح فإذا كان هناك أشخاص ناجحة فأنت لست أقل منهم ولكن الفرق بينكم إنه أدرك هدفه وتحمل الصعوبات حتى وصل إلى ما يريد ولم ييأس ولم يستسلم فكن أنت أيضاً قادر على تحقيق أهدافك كاملة.
عليك أن تعلم أن محاولات الفشل التى تحدث لك ما هى إلا سلالم حتى تصعد من خلالها إلى قمة النجاح ولكن عليك أن تستفاد من أخطائك وأن تعلم مهما طال الليل لابد من طلوع النهار وكن متفائل فى الحياة فالمتفائل يرى النور فى السماء من خلال ضى القمر والمتشائم لا يرى سوى الظلام فى السماء حتى لو كان القمر مكتمل فأنت الوحيد القادر على تغيير حالك من جيد إلى ممتاز من خلال إصرارك وعزيمتك وكفاحك.
وأخيراً اعلم إنك لن تستطيع أن تغير حياتك إلا إذا غيرت اتجاهاتك العقلية وطريقة تفكيرك وإدراكك للحياة وللهدف الذى تريده وكن دائماً واثق فى الله وفى نفسك ومدرك للواقع وماذا تريد حتى تحقق ما تريد.