يعد الصيام مدخلاً مهماً من المداخل التربوية التى استلهمت منها نظريات التعلم أهم مبادئها وتجاربها، والصيام يعنى فى المقام الأول بالتدريب على الصبر تلك القيمة التى تمثل أهم مبادئ التعلم ؛ فالتعلم يعتمد فى المقام الأول على الصبر وتحمل المشاق وقد اشتملت العديد من البرامج التربوية لتعديل السلوك على التدريب على تحمل الجوع والعطش ليكونا مدخلاً أساسياً لضبط السلوك والتحكم فيه، فالطفل الذى نستطيع تدريبه على ضبط نفسه أمام الطعام المفضل لديه ليكون حافزاً له هو طفل سيصبح له مستقبل واعد لأن الصبر وضبط النفس هما دعائم النجاح.
وقد بنيا بافلوف وثورنديك تجاربهم السلوكية والتربوية من خلال الصيام فعندما مُنع الطعام لفترة محدودة عن الكلب وقُدم له الطعام بعد ذلك بمثير معين أمكن حدوث ما يعرف بالاشتراط وتم استنتاج التعلم بالمثير والاستجابة مما كان له أعظم الأثر فى تقدم علوم التربية عامة وعلم النفس التربوى خاصة، كذلك كان منع الطعام عن القردة لفترة معينة دافعاً لهم للبحث عن الحلول والابتكار للحصول على الطعام.
إن التدريب على الصيام أصبح مدخلاً تربوياً حديثاً للمساعدة فى تعديل سلوك الطلاب ذوى نقص الانتباه وفرط النشاط وحافز الطعام المفضل أيضاً أصبح مدخلاً تعليمياً وتربوياً يستخدم فى علوم التربية.
إننا يجب أن نستثمر شهر رمضان المبارك بما يحمله لنا من قيم تربوية سامية كانت مدخلاً للعديد من نظريات التعلم – لتعليم أبنائنا وطلابنا أن الصبر على مشاق التعلم أهم مبادئ النجاح.