الحياة غريبة وأغرب ما فيها عندما يجبر الإنسان على أداء عمل ما وهو غير لائق لأدائه من كافة النواحى حتى حالته النفسية قد تمنعه من ذلك ولكن كما يقال وإن أكل العيش مر فيتحتم عليه أن يجاهد وهو لا يملك أى سلاح يعينه على خوض معركته مع الحياة من أجل لقمة الخبز خصوصا لو كان متزوجا ويعول صغارا.
فى بعض الأحيان يمر عازف فى إحدى الفرق الموسيقية بظروف صعبة للغاية مثل انتقال عزيز لديه أو أحد والديه ويكون أمامه حفل وقد حدد موعده من قبل كما لا يوجد من يستطع ان يحل محله فى العزف ففى تلك الحال يؤدى عمله وهو مضطر ولكن داخله يغلى وقد يبكى داخله ولكن مطلوب منه ألا يظهر ذلك أمام جمهور الحاضرين. حقا إنه موقف صعب تعرض له ولكن ما باليد حيلة ولو كان فى إمكانه ان يجد حيلة للهرب من هذا الموقف الصعب ما تردد ولو للحظة واحدة، فلو كان فى مقدور أى إنسان أن يهرب من أى موقف يراه غير مناسب بالنسبة له ما كان لنا أن نجد هذا الكم الهائل من المشاكل المترتبة نتيجة عدم قدرة الإنسان أن يهرب من واقع ملموس كتب عليه.