في نهاية عام 2021م كل إنسان لابد أن يُعيد حساباته في شتى مناحي الحياة، حتى يعرف ما الذي اكتسبه، ومال الذي أخفق فيه، وأتمنى أن يكون من ضمن قائمة حساباتنا هو تقييم علاقاتنا الإنسانية والعاطفية، بمعنى أن نحصر عدد من اكتسبنا صداقاتهم، وثقتهم، وحُبهم، واحترامهم، وعدد من خسرناهم بسبب تسرعنا ورُعونتنا وسُوء سُلوكنا.
فإذا كان الإنسان يبذل قصارى جهده لكي يُحقق نجاحات عملية في مجال عمله، أو يُضاعف رصيد حساباته البنكية، وليحصد أعلى الدرجات العلمية، فالأحرى به أن ينجح في إقامة علاقات إنسانية ناجحة، خاصة لو كانت مع أشخاص يستحقون، وأن يُضاعف رصيده في قلوبهم، وذلك بحُسن سُلوكه معهم وبالابتسامة في وجوههم، وبتقديم العون والمُساعدة لهم وقت الحاجة، وبإعطائهم الأعذار، طالما أن رصيدهم لديه يسمح بذلك.
وبالمُناسبة، أعلى درجة علمية هي الدكتوراه في أي مجال أو تخصص، وأرقى الألقاب هي مُستشار، أو دبلوماسي، أو مُهندس، فلماذا لا نبحث عن لقب دكتور في المشاعر، أو مستشار الإنسانية، أو سفير السعادة، أو مُهندس في أدق تفاصيل الحب، فما قيمة الألقاب إذا لم تنجح في بناء حياة سعيدة لها أرضية إنسانية صلبة، وبُنيان ثابت وراسخ، ومضمون صادق، ومتين، وعميق.
فعلينا أن نُعيد حساباتنا، ونُقرر أن نُحافظ على الأشخاص الذين اكتسبناهم، ونسعى جاهدين لاسترداد الأشخاص الذين أخطأنا وفقدناهم، ونُقدم أجمل وأنبل ما لدينا لكي نكون عُنوانًا للحب والصدق والتفاني.
والأهم من ذلك أن نسعى بكل ما أوتينا من قُوة لكي نكتسب أهم علاقة حقيقية في الحياة، وهي علاقتنا بأنفسنا، فلابد أن تدخل المصداقية في علاقة الإنسان بذاته، وأن يُحطم أي جدار أو حائل قد يُعيقه عن التفاهم مع نفسه، وإقامة أواصر الصداقة معها.
فصدقوني، من يفشل مع نفسه، مُستحيل أن ينجح مع غيره، والعكس صحيح، فبدءً من اليوم، قرروا أن يكون العام القادم هو عام الحُب.