محمد صبرى درويش يكتب: هل تُوقِف تركيا موجة العَداء؟

تركيا تبحث عن مصر أم مصر التى تبحث عن تركيا؟ هذا السؤال لا يختلف عليه عاقلان، فمن ينظر فى «حجم وكمية» تصريحات المسئولين الأتراك حول مصر منذ يناير 2011 وحتى الآن، يجد أنها فاقت تصريحاتهم عن شئون بلادهم، ومصر كانت تُراقب وتلتزم الصمت، فسياسيونا يعرفون قدر التصرف كرجال دولة لا ينساقوا خلف مُهاترات تؤكد إرتباك وشتات الإدارة التركية حول مصر.

حجم العَداء الذى وجهتهُ تركيا نحو مصر ونحو المنطقة يستلزم التوقف بالدراسة تجاه الموقف التركى وكيف ستسير العلاقات المُستقبلية، فتركيا أظهرت ما كانت تُخفيه من حقدٍ دسيس تجاه المنطقة.

هل يختلف أحد حول تمويل تركيا لجماعات إرهابية بعينها؟ هل لا يعرف العالم إن حدود تركيا كانت كوبرى آمن تعبر منه الجماعات الإرهابية إلى سوريا والعراق؟ هل يختلف أحد حول تهريب كميات هائلة من ثروات العراق النفطية لتركيا عبر الحدود؟ لكن السؤال الأهم الآن هو: هل ستُوقف تركيا موجة العَداء تجاه المنطقة والتخلى عن أساطير مُخيلاتهم ؟ أمام تركيا طريقين إما الاستمرار فى هذا الغباء الإنسانى الذى يُشرد الآلاف المَمزوج بالتهور السياسى الذى يعزلها يوماً تلو الآخر عن المنطقة، ولو استمرت تركيا بهذا النهج فستكون قد عزلت نفسها بنفسها عن منطقة الشرق الأوسط، وستتحول حدودها من ملاذٍ آمن لها إلى نيران تكتوى هى فقط بنيرانها.

وأمام تركيا أيضاً الطريق الذى يُظهرها كدولة ربما أحدثت ثِقلاً لاحقاً، عن طريق إيقاف تمويل الإرهاب وإغلاق الحدود مع الجماعات الإرهابية، والتحرك الفورى من قِبلها لمُحاربة الإرهاب فمن زرع خطأً لا بد وأن يجنى مرارة حصاد فيما زرع. تركيا يجب عليها العودة إلى المنطقة وبذل قُصرى الجَهد من قِبلها لتحسين علاقاتها بكل دول المنطقة، ولكن العناد المُستمر من قِبلها سيقلب السحر على الساحر ووقتها لا مجال للعودة.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;