يعد شهر رمضان الكريم من أكثر الشهور التى يكثر فيها العطاء؛ وفضلا عن وجوب زكاة الفطر فى هذا الشهر الكريم، فإن الصائمين يشعرون بحاجة الفقير فى شهر رمضان أكثر من غيره من الشهور، وقد كان سيدنا يوسف عليه السلام يصوم يوماً ويفطر يوما فى فترة المجاعة؛ حتى يشعر بحاجة الفقير رغم أنه كان يملك خزائن مصر.
وتعد فئة المسجونين من أكثر الفئات عوزاً واحتياجاً للصدقات فى هذا الشهر الكريم، خاصة إذا كانوا من الغارمين؛ ويكفى أن نعرف أن من سدد الدين عن المسجون بسبب الديون فقد أعتقه من قيد الحرية، ويكون بذلك قد أعطى صدقته لفئتين من مستحقى الصدقات (فى الرقاب والغارمين)، يقول تعالى فى سورة التوبة (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60).
إن مقيدى الحرية بسبب الديون والمحتاجين منهم يعدون من أولىَ الفئات حاجة للصدقة والتكافل الاجتماعى فى كل الشهور عامة وشهر رمضان خاصة؛ حتى يعودوا لمجتمعهم ويتحملوا دورهم المنتظر فى بنائه وتحقيق آماله.