لا يوجد حوار ولا منطق ولا عقل لهؤلاء (الغوغائيون) الذين يتهكمون ويسخرون من القضاء بمناسبة وبغير مناسبة ! فإن حكم القضاء وكما فى الأمس القريب بشأن الخائن المعزول مرسى العياط بإعدامه أو سجنه فالقضاء فى نظرهم مسيس! وعندما يقضى أو يصدر حكم ودرجة من درجات القضاء بشأن جزيرتا تيران وصنافير ولصالح المملكة الشقيقة هنا تقام الأفراح والليالى الملاح ليس حباً فى المملكة أو حتى مصر ! بل لمرض وعلة حقيقية داخل نفوس هؤلاء.
على كل.. وفى كل الأحوال حكم القضاء المصرى فى درجته هذه أى كان موقف الواحد منا وهو بكل تأكيد مع الوطن أقول يبقى حكم القضاء هذا أو يعد بمثابة وسام على صدر الجميع القضاء نفسه كما عهدناه دائماً والسيسى والوطن ومؤسساته أى ما كان الحكم فالقضاء المصرى عادل وشامخ هو هو لم ولن يتغير ولم يتدخل أحد فيه.
ولكن ولأن لأصحاب التجاويف التى فى رؤوسهم وليست عقول ! أهواء ومواقف أخرى ! نعم فلو فكروا قليلاً أو أنصفوا قليلاً فى ذروة تهكمهم وغبطتهم الزائفة وسألوا أنفسهم أليس بإمكان السيسى لو صح ما يأفكونه عنه لو أراد أن يتدخل من البداية ويمنع حكماً كهذا، ويمالئ الملك سلمان والمملكة بحكم المواقف الأخوية، ولكن ولأن السيسى هو السيسى، والوطن هو الوطن، والقضاء هو القضاء بشموخه، سارت الأمور وكما كل الدول العظيمة القوية، أن تقرر الحكومة ما شاء لها من سياسات وبعد دراسة واستفاضة لأمر ما، ثم يعرض الأمر بعد ذلك على البرلمان كجهة رقابية، أو على القضاء نفسه لمن يتضرر أو يعترض وهذا ما حدث، أكرر ألم يكن بإمكان السيسى لو أراد أن يعطل ؟ ولكن لا.
كيف يرى هؤلاء إن كانت لهم عيون ؟ وكيف يفهمون إن كانت لهم عقول وليست تجاويف؟ هم وفى كل الأحوال كما السوس ينخرون فى عظام وعضد الوطن، ومواقفهم معروفة ومكشوفة وواضحة، فلا هم محبون للمملكة ولا حماة للوطن بل متباكون فقط وندابون وشاقون للجيوب ولاطمون للخدود فقط.
ولذلك لن تنطلى على أحد دموعهم ومواقفهم، بل نحن نترقب ونتوقع منهم أحجاراً وعثرات يصنعونها ويلقونها أمام مسيرة وعربة الوطن، ولذلك تعالوا لنتخيل مثلاً، أو نتصور: ماذا يمكن أن يحدث فى الغد لو عادت أو جاءت محكمة ما بدرجة ودائرة أخرى من درجات التقاضى وقضت بأحقية المملكة للجزر ؟ لااااااااااااااااا، هنا سنكون أمام نهر أخر من دموع التماسيح تباكياً، وحائط مبكى أخر من حوائط خوارج هذا الزمان الذين أدمنوا البكاء والنحيب، لحظتها وساعتها سيهيلون التراب من جديد على القضاء مع يقيننا التام أن التراب لن يلطخ سوى وجوههم القبيحة فالقضاء باق وناصع أما الوجوه الباهتة المغبرة فهى وجوههم.
أخيراً: شاهدت قنوات كثر واستمعت لإذاعات أكثر، قرأت تعليقات كثر، من جل أو كل الضيوف والمحللون والمسئولون السعوديون لم يصدر منهم تعقيباً على حكم القضاء المصرى بمصرية الجزيرتين، سوى جملة واحدة، لا تعليق لنا على أحكام القضاء المصرى، ولن نتدخل فى شأن مصرى داخلى، هذا هو الفرق وتلك هى اللباقة التى أقصدها عن لباقة الأشقاء الذين يعنيهم موضوع الجزر بل هى قضيتهم وبين السليط الغريب الذى ليس له شأن أو دخل بما يجرى فى مصر وأحكام قضائية صدرت على الخائن المعزول وجماعته ومع ذلك راح الغريب السليط يدس أنفه فى الشأن الداخلى المصرى وبطريقة فظة فجة، متوهماً أنه مبعوث العناية الإلهية جاء ليدافع عن مظلومية مرسى، وهو فى الحقيقة والأساس دفاع فظ عن طائفة وجماعة وانتماء حزبى وطائفى مقيت بين جماعة الأخوان وحزب أردوغان، فهلا أدركتم حقيقة الفرق بين اللبق والسليط؟.