الشهر الذى دعونا الله كثيرا أن يبلغنا إياه، ها نحن فيه الآن وقد أكرمنا الله به نحيا فيه ونسعد بكل لحظاته.
شهر رمضان شهر الخير والبركة والإحسان، شهر أنزل فيه القرءان وصومه فريضة والصلاة الفرض بسبعين درجة فيما سواها وإقامة موائد الرحمن وإفطار صائم وصلاة التراويح بعد العشاء، وأيضا المسلسلات والبرامج والسهرات الرمضانية والجميع بين ذلك وتلك يتفرقون ولكن فى سعادتهم يتفقون.
إن من يقضى أوقاته فى العبادة والذكر وقراءة القرءان والتفسير وصلاة التراويح والقيام والتهجد وإخراج الزكاة والصدقات والمعاملة الطيبة مع الآخرين طمعا فى رضا الله سبحانه وتعالى فهو سعيد بلا شك، فهو يجد فى عباداته المتعة والمشاركة والدعم الروحانى والإيمانى من الآخرين والنفحات الربانية ما يزيده قوة نفسية وطاقة إيجابية وفى ذات الوقت الأجور المضاعفة التى يجنيها للآخرة.
ومن يقضى هذا الشهر فى مشاهدة المسلسلات والبرامج الترفيهية منها والدينية والتى تتعدد وتتنوع فى كافة المحطات التليفزيونية والإذاعية، بالإضافة إلى تواصله مع الآخرين من الأصدقاء والأقارب والأحبة فهو أيضاً سعيد ومستمتع.
وكذلك من يقضى الشهر وهو يوازن بين الاستمتاع بالعبادة والاستمتاع بأطياب الشهر المادية فهو أيضاً سعيد، ونحن هنا لسنا لتفضيل أو مقارنة صورة بصورة ولكننا نلقى ضوءاً على أمراً جميلاً وهو أن هذا الشهر هو شهر سعادة للجميع بلا استثناء حتى وإن اختلفوا فى كيفية قضائهم لهذا الشهر الكريم ولكنهم جميعاً مستمتعون فى رحابه ومتمتعون بكافة تفاصيله وفى كل لحظاته وهذا ليس لسبب سوى أن شهر رمضان الكريم هو الشهر الوحيد الذى ينفرد ويتميز بذلك، هكذا خصه الله سبحانه وتعالى ولذلك ودون أدنى تردد يمكننا أن نلقبه دون غيره بـ "شهر السعادة".