في هذه الأيام نحتفل بعيد الحُب، فالحُب هو المعنى الجميل الذي يبحث عنه كل إنسان طبيعي، وكلنا نعرف الحُب، ونستطيع أن نصفه ونتحدث عنه وفقًا لأحاسيسنا، ولكن ما يجب أن نعيه جميعًا أن هناك فارق كبير بين أن تُحب، وأن تعرف كيف تُحب.
فالسبب في فشل العديد من قصص الحُب هو أن المُحب أحيانًا لا يعرف كيف يُحب حبيبه، فهو يكتفي بمشاعره، ويعتبرها هي كل شيء، وأنها تكفي لكي يستمر معه الطرف الآخر، وبالمناسبة هذا الكلام ليس مُقتصرًا على العُشاق فقط، بل إنه يعم الأزواج وأيضًا الأصدقاء، وكل علاقة لابد أن يكون الحُب طرفًا فيها لكي تستمر. فالحُب مثله مثل أي علاقة تحتاج إلى آليات لكي تنجح وتستمر، فلماذا إذن نكتفي بالشعور ولا نتطرق إلى الآليات والطرق والأساليب؟!
فهل يمكن لعلاقة العمل أن تنجح دون وجود خطة، وقواعد، وقوانين، ولوائح، وتعليمات؟ بالطبع لا، وكذلك الحُب لابد من وجود آليات لنجاحه، وأولها معرفة شخصية الحبيب ونقاط ضعفه وقوته، وأهم ما يميز سمات شخصيته، والوسائل والطرق التي تجذب انتباهه، وكيفية الوصول إلى عقله وقلبه، وغيرها من الأمور التي تساعد المُحب على جذب الحبيب إليه.
فحبيبك مثل مشروعك، فكما تقوم بعمل دراسة جدوى لإنجاح مشروعك، عليك أن تعمل دراسة جدوى لشخصية حبيبك حتى تنجح في إقامة علاقة حُب ناجحة وهادئة معه، فقط يظن البعض أن تلك الأفكار تتسم بالعملية التي لا تتوافق مع الحُب، ولكن الحُب له جانب عملي علينا أن نحترمه، وهذا الجانب هو الذي يساعد على نجاح الجانب الرومانسي.
فالسبب في عدم نجاح الجانب الرومانسي في العلاقات العاطفية، هو إهمال الجانب العملي، فنحن بحاجة ماسة إلى تعلم كيف نُحب، فبُدون هذا البند سيتحول الحُب إلى مُجرد إحساس لن يرقى إلى مرتبة الواقع، وبمُجرد مُلامسته للواقع سيصطدم معه، وهنا ستدبّ الخلافات بسبب عدم دراسة شخصية الحبيب.